الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية مر الإهمال بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مع أخيها لن تجد من تحدثه ولن تجد ما تشغل به وقتها فدوما يزن مشغول فلا يجلس معها وقت كافي ولا حتي حينما تحادثه في الهاتف يعطيها الفرصه! وفي نفس الوقت تري كيف لديه وقت من أجل دينا!.
ركل إطار سيارته پغضب واتجه للأعلي وهو يسب أكرم في سره وكأنه هو سبب بعد زوجته عنه!.
ناهد خالد 
في اليوم التالي..

فتحت عيناها لتجد أخيها بجوارها نائما بعمق ورأسها فوق ذراعه ابتسمت بسعاده وهي تراه بجوارها ولم يتركها أمس مستغلا نومها نظرت للساعه فوجدتها العاشره! اتستعت ابتسامتها حين ادركت أن أكرم لن يذهب لعمله اليوم من أجلها..
أكرم يفعل ما لا يفعله زوجها وكأن الأدوار تبادلت بينهم فيهتم هو بما يجب علي زوجها الاهتمام به لم تحتاجه يوما ولم تجده لم تحادثه حتي وإن كان مشغولا إلا ويجيبها ويتحاور معها لن تنسي أنها أحيانا من كثرة الملل تحادثه لتحكي له عن حلقة أمس من مسلسلها التركي المفضل! وهو رغم عدم معرفته للمسلسل حتي يستمع لها بكل رحابه بل ويتجاوب معها فقد تابع المسلسل عن طريق حديثها فقط لكن لا يعلم شكل الممثلين حتي! ضحكت بخفوت حينما تذكرت ذات مره حين حادثته وسمعت ضجيج عالي حوله...
_أكرم أنت مشغول
_لا ياحبيبتي اتكلمي معاك اهو.
_أصل سامعه دوشه حواليك لو مشغول هكلمك بعد شويه.
_لأ خليك بس ثواني هطلع المكتب أصلي في موقع الشغل عشان كده تلاقي دوشه..
ثوان وعاد حديثه بعدما اختفت الأصوات.
_ها اتكلمي..
وضع الهاتف علي المكبر ووضعه بجواره كي يستطع ترتيب أوراق العمل.. رغم أن العمل في أوجته لكن لم يشاء أن يهمل حديثه معها..
_ امبارح بهار ماټت..
بهار هي إحدي بطلات المسلسل التركي الوطني العهد أحد أشهر المسلسلات التركيه وأعظمهم.
_بتتكلمي بجد! هي مش كانت مخطو فه!
_ايوه ما الخاطف ق تلها..
_هو جوزها ملحقهاش
_لحقها بس وهي رايحاله بعد الراجل ده ما سابها ملحقتش توصل وضړب عليها جت في ضهرها تخيل!
_أكيد مشهد كان صعب.
_اوووي ده أنا فضلت أعيط أكتر من ساعه.. حتي صحابي كلموني النهارده عشان اخرج معاهم حسيت اني مش في المود..
_طبعا أنت في حداد علي بهار..
_أكرم متتريقش عليا أنت عارف أن نفسيتي بتتعب حتي لو تمثيل.
_والله يا حبيبتي مش بتريق أنا عارفك فبتكلم جد وكمان عشان كده قولتلك بطلي تسمعي مسلسلات دراميه خليك في الكوميدي.
_مش بحبه.. بعدين اعمل أي بمل من القاعده لوحدي.
_ذاكري عشان امتحانات الي فاضل عليها اسبوع يا هانم.
_بذاكر والله بس مش هفضل اذاكر كتير برضو بزهق.
_انزلي لطنط اقعدي معاها.
_مانا بنزل بعد الضهر عشان انزل الغداء أنت عارف أني أنا الي بطبخ هنا وبنزل الأكل فبنزل انزله واقعد معاهم شويه واطلع بعد العصر كده او المغرب عادل بيرجع من الشغل بعد العصر وبنحرج افضل قاعده عشان ياخد راحته.
_يزن بيرجع امتي من الشغل
تنهدت بحزن خفي وقالت 
_يعني علي ١٠ او ١١ حسب الشغل واوقات بيرجع ١.
_أنا مش عارف جوزك ده بيحب الشغل زي عينه.
أرادت تغيير الموضوع فقالت 
_فاكر الهيلز البني الي جبته من اسبوعين.
_آه ماله اوعي تقولي كعبه اتكسر.
_آه اتكسر فعلا.
_يابنتي مانت جايباه وقولتيلي حاسه ان كعبه مش هيتحمل وهيتكسر جبتيه لي!
_عجبني شكله اوي.
_طيب بصي صوريه وابعت صورته هند خطيبته هترجع آخر الأسبوع من باريس هبعتلها الصوره وتشوف حاجه شبهه تجيبه ليكي أصلا كانت بتسألني تجيبلك اي معاها.
_بجد هند دايما تاعبه نفسها في كل سفريه لازم تجبلي حاجه كده..
_بطلي هبل هي بتعتبرك أختها وبتتبسط لما بتجيب حاجه وتعجبك.
_مش هتعجبني ازاي وهي أشطر ديزاين مصممه أزياء في مصر.
أغمضت عيناها تتنهد بهدوء وهي تتذكر كيف لم ينشغل عنها أكرم يوما رغم وجود خطيبته ورغم عمله ورغم الكثير وكيف ينشغل عنها زوجها رغم أحقيتها في الاهتمام والمحزن في الأمر أنها لا تطلب من يزن الكثير ولا تطلب أن يفعل معها مثلما يفعل أكرم بل تحتاج فقط لساعه في اليوم حينما يعود يتحدث معها ويسألها عن يومها حينما تحادثه لا يغلق الهاتف قبل أن تكمل حديثها حينما تريد أن تستأذن منه للخروج او الذهاب لمحل ما لا تبقي يومان وربما ثلاث حتي تستطيع الحديث معه والاستئذان لاتراه غير صباحا يستيقظ ليفطر سريعا ومن ثم يرتدي ملابسه ويذهب للشركه مع حديث قليل بينهما وحينما يعود إن عاد مبكرا يكون منهكا فيغير ثيابه ويتناول عشائه ويجلس قليلا وبالطبع لن تفتح معه مواضيع وهو منهك هكذا وبعدها يذهبوا للنوم... روتين يومي ممل لأبعد حد وتتعجب كيف أصبحت حياتهم هكذا بعد كل الحب الذي بينهم! لم يكن يزن بهذه الحاله في الأشهر الأولي لزواجهم بل كان يغدقها بالحب والاهتمام ولكن بعد عدة أشهر قليله تحولت حياتهم تدريجيا لتصبح بما عليه الآن فقد مر ما يقرب علي عامان ونصف منذ زواجهم.. تتسائل إن كان هذا هو الحال ولم يمر كثير علي زواجهم إذا ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وربما أكثر!!
_صباح الخير.
استفاقت علي صوت أكرم فابتسمت له 
_صباح النور يا حبيبي.. مروحتش شغلك النهارده!
_مينفعش اسيبك وأنت تعبانه كده.. عامله اي دلوقتي
_احسن الحمد لله..
استمعوا لصوت الخادم من خلف الباب..
_أكرم بيه.
_ايوه يا حسن.
_يزن بيه تحت وعاوز حضرتك.
نظرت له بصمت فقال 
_ماشي انزل انت وانا جاي وراك وشوفه يشرب اي.
الټفت لها يقول
_ها حابه ترجعي امتي
_مش دلوقتي يا أكرم..
أمنيه الموضوع مش حكايه الي حصل امبارح صح!
ابتلعت ريقها بهدوء قائله
_أكرم ممكن متضغطش عليا.. أنا محتاجه افضل هنا فتره.. ومعرفش قد اي يمكن اسبوع ويمكن اكتر معرفش بس مش هرجع دلوقتي.. واه الموضوع مش بس الي حصل امبارح في حاجات تانيه مش حابه اتكلم دلوقتي.
_ماشي.. طيب هو اكيد هيعوز يشوفك.
_قوله نايمه.
نظر لها بدهشه فما كل هذا الرفض الموجه ليزن من ناحيتها يبدو أن الأمر يستحق!
نزل درجات الفيلا بهدوء واتجه لمكان تواجد يزن..
_نورت يايزن.
حاول يزن التحلي بالصبر وهذا ما حدث نفسه به قبل مجيئه أن يكون هادئ لاقصي درجه..
_أهلا يا أكرم..
_اتفضل اقعد..
_أنا مش جاي اقعد يا اكرم أنا جاي اشوف مراتي الي جت عندك هنا من غير أذني.
_الي حصل امبارح يايزن مكنش وقته التفكير في انها تاخد اذنك او غيره الوضع مكنش متحمل وحالتها كانت وحشه.
_بس عالاقل كنت كلمني أنت.
_أنا عارف إن كان لازم نعرفك بس صدقني أنا كنت خاېف عليها ومشغول معها من وقت ماعرفت انها في المستشفى ومجاش في بالي اكلمك.
_حصل خير عن اذنك هطلع اشوفها.
قالها وهو يتجه للصعود حينما توقف علي صوت أكرم المضطرب قليلا فالوضع محرج له..
_يزن أمنيه نايمه دلوقتي.
التف يسأله بعقدة حاجبيه
_وفيها اي يعني هو انا حد غريب!
_لا مش قصدي بس..
_في أي يا أكرم! بعدين مانا كده كده هاخدها معايا.
_لا هي حابه تفضل هنا شويه.
اتسعت عيناه بدهشه قائلا
_نعم! يعني اي تفضل هنا شويه!
_هي حابه تغير جو وتفضل هنا كمان بعد الي حصل في الشقه هتخاف ترجع دلوقتي.
_وانا مش معاها يعني!
_هتبقي في شغلك يايزن وهي مش هتعرف تقعد لوحدها في الشقه ومش هتفضل طول الوقت عند والدتك واخوك موجود.
_لا لحظه يا أكرم عشان انا عاوز افهم في أي بالضبط لأن كل الي بتقوله ده مش داخل دماغي في حاجه هي قالتهالك انا معرفهاش!
_بص يا يزن الي اقدر اقوله أن واضح إن أمنيه عندها أسباب لوجودها هنا بس حقيقي هي لسه متكلمتش معايا ومعرفش اي اسبابها بالضبط.
_أسباب! وياتري برضو مش عاوزه تشوفني!
كاد أكرم يجيبه حينما رن هاتف يزن فأخرجه ليجدها دينا.
_الو..
_يزن تعالي بسرعه بليز وصلني الجامعه لأن عندي امتحان كمان نص ساعة وعربيتي عطلت وعادل مش هنا راح الشغل.
_حاضر يا دينا جاي.
أغلق الهاتف ووجه نظره ل أكرم يسأله 
_وياتري هتروح امتحاناتها ولا لأ
قطب أكرم حاجبيه بذهول
_امتحاناتها! أمنيه مخلصه امتحانات من أسبوعين يا يزن!
_ اسبوعين!
قالها يزن بدهشه فهو لا يعرف متي بدأت من الأساس فدينا أول امتحان لها اليوم وهما بنفس الجامعه وبنفس السنه الدراسيه الأخيره! ولكن مع اختلاف القسم فقط.. 
أما أكرم فبدأت الأمور تتضح له.. فكيف يكون زوجها ولا يعرف متي تنهي امتحاناتها ومتي تبدأ! فمن الواضح أن يزن ليس له وجود بحياة أخته وما خفي كان أعظم...
يتبع

بارت ٣... 
_امشي يا يزن شوف وراك أي ونصيحه مني راجع نفسك وشوف أنت مأثر مع مراتك في أي واي الي عملته يخليها تيجي تقعد معايا هنا رغم أن المفروض بعد الي حصل كنت تكون أنت أول حد تسأل عليه وتحتاجه عشان يطمنها شوف اي الغلط في حياتكوا يا يزن والأفضل أنك تكتشفه قبل ما ييجي وقت المواجهه بينك وبينها عشان تلاقي رد تقولوا لها.
نظر له يزن بتفكير ولأول مره يشعر أن أكرم معه حق بحديثه يجب أن يفكر مع نفسه ويكتشف ما الخلل بحياتهم وماذا حدث في الفتره الأخيره يجعلها لا تريد العوده لمنزلها بل ولم تحتاجه لجوارها بعد ما مرت به!
كانت جالسه فوق فراشها كالعاده تتذكر أحد المواقف بينهما والتي كانت قبل عدة أشهر ..
دلف لغرفتهما بعد الإفطار ليرتدي ملابسه ويذهب لشركته دلفت خلفه تريد التحدث معه لكي تخبره برغبتها في الذهاب مع صديقتها للتسوق وتساله إن كان يريد منها أن تجلب له شئ معها..
_يزن.
رد عليها بانشغال وهو يخرج بذلته..
_نعم يا حبيبتي.
_كنت عاوزه أقولك علي حاجه.
_قولي.
يتحدث معها وهو يكمل ما يفعله لم يلتفتت لها حتي.. تغاضت عن الأمر وأكملت حديثها
_عاوزه أروح مع صاحبتي أ...
_ماشي يا حبيبي روحي.
قالها وهو يتجه ناحية الحمام ليستحم قبل أن يتجهز للخروج.
وقفت محله تنظر لأثره پصدمه لم يسألها حتي أين تريد الذهاب! ولم يسمح لها بإخباره! ألهذه الدرجه لا يهمه أمرها!.
ارتعش بدنها بضيق وهي تشعر أنها لا أهميه لها عنده..
وما زاد من شعورها هو ما حدث في مساء نفس اليوم..
كانوا يجلسون بشقة والدته ومعهم تلك المدعوه دينا.. تناولوا العشاء فهذا يوم الخميس الذي يجتمعون فيه جميعهم لتناول العشاء معا..
بعد فتره وأثناء حديثهم هتفت دينا قائله ل يزن 
_صحيح يا يزن مش هقدر أجي الشركه بكره.
كانت دينا قد اصرت علي التدرب مع يزن في شركته أثناء أجازتها من الجامعه...
تسائل يزن باستغراب
_لي
_نازله مع صحبتي.
_رايحين فين
هنعمل شوبينج اصل فرحها قرب وبتشتري شويه حاجات.
_ماشي بس بلاش تأخير انا هرجع بكره علي ٨ الاقيكي هنا.
كان حديثه صارم لا يقبل التفاوض وقبلته هي بكل سرور.. 
مهتم! سؤال تردد بذهن تلك الجالسه علي بعد قريب منهما ترقرت الدموع بعينيها وهي تتابع ما يحدث.. لم يفعل معها هذا! لم يسألها عن ماذا ستفعل ولم يخبرها ألا تتأخر! لما أليست هي أحق بهذا! ابتلعت ريقها بصعوبه تشعر بغصه
 

 

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات