الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية مر الإهمال بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

 


خدت حقي وادتوا لنفسها... عمري ماتخيلت إني أوصل معاه لهنا عمري ماتخيلت إن حياتنا تبقي بالشكل المؤذي ده... ليا علي الأقل .
في كل مره يقرأ فيها كلماتها يندهش وكأنه يقرأها لأول مره لم يتخيل أنها تحمل كل هذا في جبعتها والأدهي أن الأمر كما قالت كل ما تعاني منه هي فقط من تعاني  هو لا يري كل ما تراه هي لا ينتبه لهذا الذي تشتك منه ولكن كلماتها أوجعته كيف تشعر بكل هذا وهو بجوارها ولم يشعر بها ! كيف تتألم هكذا وهو لا يعرف ألمها ! لم تشتك له يوما ولم تظهر له ما بداخلها كان يجب أن ينتبه لها دون أن تتحدث فالخطأ يقع عليه أيضا ألم يعدها بوقوفه بجوارها دائما أين هذا وهي تعاني معه! .

وقف يجمع متعلقاته الشخصيه وقرر الاتجاه لها لن يسمح لها بالهروب أكثر يجب أن يواجهها ويضع النقاط فوق الحروف .
ياحبيبتي أنت غلطي برضو هروبك ده مش حل يا أمنيه !
قالتها سلوي وهي تهاتف أمنيه تعاتبها علي هروبها الذي اختارته ك حل!
طنط أنا تعبت مبقتش قادره أتحمل وأنا مش هقدر اشحط منه الإهتمام أنا سكوت عشان مش هعرف أروح أقوله أنت مبتهتمش بيا لي مش هعرف أطلب منه الإهتمام يا طنط أرجوك افهميني . 
يا حبيبتي ده جوزك مش حد غريب ولا واحده صاحبتك عشان حياتكم تمشي وتعرفوا تكملوا لازم تتعودوا تعاتبوا بعض ولما حد منكوا يغلط في حق التاني واجب عليه ينبهوا يمكن مش واخد باله لكن السكوت وأنكوا تحطوا في نفسيتكم ده غلط وهيهد الي بينكوا .
يعني حضرتك عوزاني أروح أقوله أنت لي بتهتم بدينا وأنا لأ لي بتديها حقي ! لي مديها مكاني!
أمنيه هو مش مديها مكانك يا حبيبتي آه هو الإهتمام الي مدهولها من حقك أنت بس برضو مش لدرجة أنه مديها مكانك وعاوزه اقولك حاجه صدقيني يزن بيحبك بس هو مش حاسس بكل الي بتمري بيه ومش منتبه لتصرفاته أنا واثقه أنك لو كنت اتكلمتي معاه كان فهمك ومكنتوش وصلتوا للمرحله دي ولولا أنك محلفاني ما اتكلم معاه ولا اقوله علي اي حاجه تقوليها ليا كان زماني قلتله أنا .
يعني حضرتك مغلطاني بعد كل ده 
ياحبيبتي مش مغلطاك بس متنكريش أنك شايله جزء من الغلط برضو ولازم تعترفي بيه .
أنا شايفه أني مكنش ينفع اعاتبه علي إهماله ليا يمكن أكون غلط بس أنا عمري ما قتنعت أني اعاتب حد علي عدم حبه ليا او عدم اهتمامه ليا بشوف ان اي مشاعر صادره من شخص ليا مينفعش أجبره عليها او اعاتبه عليها .
طيب ناويه علي أي هتفضلي مستخبيه كده كتير وبتقطعي اي طريق تواصل بينكوا 
مش عارفه حقيقي عقلي متوصلش لأي حل .
واللي يقولك علي حل 
انتبهت لها بإهتمام وهي تقول 
حل اي 
هتعمليه
لو هقدر اعمله أكيد هعمله.
جائتها نبرة سلوي الواثقه والخبيثه بآن واحد
شوفي هو ابني بس أنا هحط خطه معاك عليه أنا كلمته كتير من ناحية دينا وهو كل اللي عليه دي متربيه معايا ويتيمه ومينفعش اسيبها لوحدها وكلام من ده فالكلام ممنوش نتيجه بس الفعل إن شاء الله هيجيب نتيجه وعموما كل ده لمصلحته ومصلحة حياته وبيته في الآخر .
سمعاك يا طنط قولي .
كانت جالسه أمام التلفاز في غرفة المعيشه بالأسفل بعقل شارد تماما في حديث والدة زوجها تري أتنفذ ما أخبرتها به والذي تشعر أنه سيشفي غليلها أيضا وسيخلصها من كل تلك المشاعر السيئه التي تنتابها وربما ستصفي له من بعدها .
لم تنتبه لجرس الباب ولا لفتحه من قبل الخادم ولا بدلوف أحدهم .
شعرت بكفين يمسكان رأسها من الجانبين وشفه تطبع عميقه فوق شعرها .
لو لم تعرف رائحته لظنته أكرم . 
لفت رأسها بعدما ابتعد لتواجهه رأته يبتسم تلك الابتسامه الرائعه وهو يهتف بصدق 
وحشتيني .
يتبع

بارت 5 
وحشتيني .
وقفت تنظر له بدهشه ماذا أتي به لهنا ! ألم يخبره آخاها أن يأتي بعد يومان! .
وكأنه يقرأ أفكارها حينما قال ببرود وهو يقترب منها حتي أصبح أمامها تماما .
أكرم قالي أجي بعد يومين بس أنا قلت مش من حق حد يحدد أشوف مراتي امتي .
رفعت حاجبها بذهول من حديثه البارد الهادئ توقعت أنه حين يراها سيثور علي ما فعلته وابتعادها عنه طوال الأسبوع المنصرم لكن لم يحدث!
أي يابيبي أنت مش سمعاني بكلمك ! مبترديش لي !
 بيبي تلك الكلمه التي تثير حنقها وهو يعلم هذا لطالما تشاجرا بسببها في أول زواجهما ظهر امتعاضها علي ملامح وجهها وهي تنظر له بضيق . 
جلست محلها مره أخري تنظر للتلفاز مقرره العمل بخطة والدة زوجها فهو يستحق ......
تذكرت حديثها حينذاك وهي تملي عليها خطتها 
بصي هو شايف أنه مش مهملك ولا حاجه أنت كمان اتصرفي زيه تمام ولو مضايقش يبقي أنت الي مكبره الموضوع ولو اتضايق قوليله انا بتعامل زي ما انت بتتعامل معايا بالضبط وقتها لما يحس باحساسك لما بيهملك هيفكر صح ولما يقرر يصلح علاقتكم هيصلحها لكن الكلام والعتاب مش دايما بيجيب نتيجه ماشي هيتفهمك وهيعدل من تصرفاته بس وارد يبقي ده لفتره صغيره وبعدها هيرجع تاني للوضع المعتاد لأنه ببساطه محسش بيك بجد مجربش يبقي مكانك عارفه وارد جدا بينه وبين نفسه يقول دي مكبره الموضوع اوي آه ما الستات بطبعها كده بيأفوروا ونكديين لكن صدقيني لو بقوا مكانا هيعرفوا أن الموضوع يستاهل ويستحق الزعل الصوره من بره يا أمنيه مش زي ما تدخلي جواها.
تنهدت بهدوء وقد اقتنعت بحديثها تماما وقررت العمل به .
مسكت جهاز التحكم تقلب في التلفاز بملل نظر لها برفعة حاجب وهو يري تصرفها الغير متوقع تحلي هو الأخر بالبرود واتجه ليجلس بجانبها قطبت حاجبيها بضيق وهي تراه يلتصق بها نظرت له بجانب عينها 
الكنبه واسعه وسع شويه.
نظر لها متجاهلا حديثها وقال باهتمام 
راسك عامله اي 
كويسه .
ذاكرتك تمام يعني ولا الخبطه أثرت عليك 
نظرت له بضيق وتمتمت وهي تجز علي أسنانها 
بطل سخافه .
ابتسم ببرود وهو يقول 
فكرت الخبطه أثرت عليك عشان تقعدي أسبوع بعيده عن بيتك ومش عاوزه تشوفيني .
لا الخبطه ملهاش دعوه .
قالتها ببرود وهي تزجره بعينيها .
طب الحمد لله اومال اي السبب بقي 
أخذت نفس عميق قبل أن تجيب 
خاېفه ارجع البيت بعد اللي حصل .
نظر لها بتمعن وهو يسألها
وجودي مكنش كافي يطمنك لو رجعتي
وجهت أنظارها إليه والتزمت الصمت صمت كان موجع لقلبه لأبعد حد صمت يساوي كلمة لا وكم بشع أن يعرف بأنه لم يعد آمانها كما كان حاول ألا يظهر ما أنتابه من مشاعر مؤلمھ ورسمه ابتسامه وهو يكمل 
طيب ....اي علاقة ده بأنك مش عاوزه تكلميني ولا تشوفيني 
مش شايف أني من حقي أزعل منك يعني اتصل عليك وأنا في خطړ ومحتاجاك تنقذني وأنت تقفل من قبل ما تعرف بتصل لي حتي متخيل مشاعري وقتها متخيل الي حسيت بيه متخيل خيبة أملي وشعور الخذلان الي حسيته عمل فيا اي من حقي ازعل ولا لأ 
نظر لها بصمت والحقيقه صمته لم يكن بحثا عن إجابة لسؤالها صمته كان في وادي آخر كان يفكر .. منذ متي لم تجلس معه هكذا منذ متي لم يستمع لها منذ متي لم تعبر له عن استيائها من موقف ما ولم تشرح له شعورها حينها الآن يشعر أنه بالفعل ابتعد ابتعد كثيرا وهناك الكثير الذي ينقص حياتهم وما يحدث الآن هو أول شئ .
أنت مبتردش لي 
آسف .
كانت كلمه صادقه تماما خرجت منه بشكل عفوي ناتج عن تفكيره أراد الاعتذار عن كل ما صدر منه سابقا لكنها فهمت اعتذراه عن ماحدث يوم السرقه .
أنا نفسيتي كانت تعبانه الفتره اللي فاتت عشان كده مكنتش حابه نتقابل.
أنا عارف أني غلط بس صدقيني من غير قصد مني كان عندي اجتماع مهم ومتأخر عليه وفكرتك عاوزه حاجه اجيبها وأنا جاي .
لا مانع من بعض الكذب لتيسير الأمور ! كان هذا تفكير يزن حينها .
أرادات تجاوز الأمر كي تبدأ في تنفيذ خطتها فقالت 
خلاص حصل خير أكيد لو كنت تعرف أني في خطړ مكنتش هتقفل في وشي يعني.
ابتلع ريقه بحرج لحقيقة إغلاقه الهاتف في وجهها قال بلهفه
طيب هترجعي معايا 
نظرت له قليلا وهي تري لهفته الواضحه بعنيه لهفه لم تراها منذ فتره طويله .
ماشي هرجع .
ابتسم براحه وهو يقول 
طيب يلا بينا .
عقدت حاجبيها باستنكار قائله
مش لما أكرم يرجع عشان أعرفه إن......
لما تكمل حديثها حين قاطعها هو 
لا مانا كلمته وانا جاي في الطريق وقولتله انك هتروحي معايا .
اتسعت عيناها بذهول مردده 
أنت بتهزر ! وافرض مكنتش وافقت .
ابتسم بسماجه قائلا
لا مانا عارف إني مش ههون عليك اجي لحد هنا وارجع لوحدي من غيرك بعدين والله لو تشوفي حالتي من غيرك لټعيطي.
لا والله!
قالتها وهي ترفع حاجبها باستنكار فقال بنفس الابتسامه 
آه والله يلا بقي ده أنا واخد باقي اليوم أجازه عشان أقضيه معاك.
حينما عادت معه بدأت بتنفيذ خطتها فورا فلم تمكث سوي نصف ساعه وادعت الارهاق وأكملت باقي اليوم نائمه تاركه إياه بمفرده حتي قرر النزول لوالدته وتقضية اليوم معها والتي عرفت أن زوجة ابنها أعلنت الحړب .
شهر كامل مضي........
اعتمدت فيه أمنيه مبدئ الإهمال ونفذت الخطه بحذفيرها تماما كما أرادت بداية يوم حاله كحال باقي الأيام التي مضت منذ عودتها ....
استيقظت في السادسه صباحا قبل استيقاظه تسللت بهدوء من جواره تهبط من فوق الفراش كي لا يستيقظ بعد دقائق كانت تعد له الإفطار انتهت سريعا ووضعته فوق السفره مع كوب من الشاي دلفت للغرفه ثانية واتجهت لخزانته أخرجت ثيابه ووضعتهم فوق الأريكه بحرص كانت الساعه قد وصلت للسابعه ميعاد استيقاظه اتجهت للفراش وهي تهزه برفق 
يزن .... يزن الساعه 7 ...يزن قوم يلا.
همهمه صدرت منه تبعها استفاقته وهو ينظر لها بأعين شبه مغلقه وخصلات شعره قد تساقطت فوق وجنته اهتزت مشاعرها وهي تنظر لمظهره الجذاب هذا ولكنها لن تتراجع هكذا همست لنفسها .
صباح الخير يابيبي .
هزت ساقها بعصبيه فهو منذ عادت
 

 

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات