الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية مر الإهمال بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بارت ١
_يووه مردتش من أول مره معناها إني مش فاضي يا أمنيه أي الزن ده! هكلمك بعدين.
_يزن ان...
استمعت لصوت إعلان إغلاق الخط فتمتمت بحسره 
_بلاش تخذلني المره دي بالذات يا يزن.
كتمت أنفاسها بړعب وهي تتابع صوت اقتراب الخطوات منها وضعت كفيها فوق فمها تكتم أي صوت قد يصدر منها وهي تري هذا الملثم الذي اقتحم عليها شقتها الواسعه بعد خروج زوجها يزن لشركته نظرت تطالع ظهره وهي تراه يقترب أكثر من مكان تواجدها وبيده وقناع يغطي وجهه.. أغمضت عيناها تدعو بخفوت أن ينقذها الله 

_يارب مليش غيرك يارب تحميني يارب...
ارتجفت أوصالها حينما التف فجأه وكأنه شعر بها خلفه أغمضت عيناها تنتظر مصيرها المحتوم وكل ذره بها تنتفض ړعبا... صړخت بفزع حينما وجدته يطيح بالمقعد التي تستتر خلفه.
وقفت في مواجهته وساقيها لا تحملها حينما تمتم هو بشړ 
_كنت جاي أخلص مهمتي وأمشي بس مكنتش أعرف إني هقابل عقبه.
قالت بارتجاف 
_أنت جاي تسرق صح خود الي أنت عاوزه وامشي.
_تؤ للأسف مينفعش.. أنت شوفتيني وده خطړ.
_أنا مشفتكش أنا معرفش شكلك حتي يعني مش هأذ يك.
حك وجنته بيده اليسري مفكرا قبل أن يقول 
_ماشي مش همو تك بس أكيد مش همشي من غير ما أسيبلك تذاكر.
رفع يصدم رأسها به لتتأوه بصوت مسموع قبل أن تسقط أرضا.
أنهي ما جاء ليأخذه من أوراق واتجه سريعا للخروج مثلما دلف..
_كملي يا دينا أي الي حصل بعدها
قالها يزن باهتمام وهو يطالع دينا الجالسه أمامه منذ أتي. 
دينا هي صديقة طفولته و بنت صديقة والدته التي توافها الله منذ خمسة أعوام ومن حينها وأصبحت ك أخته الصغري ويسعي جاهدا كي لا تشعر بيتمها ووحدتها ولكن ما لم ينتبه له أن الأمر أتي علي حساب زوجته التي هاتفته تستغيث به ولكنه خذلها للمره التي لا تعلم عددها فقط يهتم بما تلقيه دينا علي مسمعه.
_بس فروحنا لعميد الكليه وخدت فصل.
_أحسن تستاهل لو مكنش ده حصل كنت جيت معاك بكره الكليه وعرفتهم شغلهم وبرضو كانت هتتفصل ازاي تتجرأ وتشتمك لا وتسرق مشروع تخرجك!
_اهو الموضوع انتهي يايزن احسن والله قلبي ارتاح.
_الحمد لله يا حبيبتي.
حبيبتي هي فقط كلمه اعتياديه يقولها لها من باب التودد لكن تلك الكلمه تفعل بها الافاعيل.
_ الحمد لله يازيزو.. كلم أمنيه شوفها كانت عاوزه أي مكنش ليك حق تقفل كده قبل ماتسمعها افرض في حاجه مهمه.
قالتها بأسف مصطنع وهي في قمة سعادتها أنه ترك أمنيه من أجلها.. تعلم كم يعشق غريمتها وهذا ما يشعل قلبها بنيران الغيره ولكن تلاحظ أيضا أنها المسيطره علي معظم وقته وتلاحظ الفجوه التي خلقت بين يزن وأمنيه حتي وإن كان يزن نفسه لا يلاحظ.
_هيكون اي مهم انا لسه سايبها من ساعه يعني اكيد لو حاجه مهمه كانت قلتها وانا في البيت! يمكن كانت عاوزاني اجيب حاجه وانا راجع.
اخرج هاتفه يتصل بها... مره.. اثنان.. ثلاثه.. لا تجيب وهذا أمر غير معتاد.. لايعلم لما ولكن ساوره القلق فهاتف أخيه الذي يسكن مع والدته في الدور الأول من المنزل بينما يزن في الثالث و دينا في الثاني حيث انتقلت بعد ۏفاة والدتها.. اخبره ان يصعد ليخبرها ان تجيبه..
صعد عادل اخيه ليجد باب الشقه مفتوح قليلا دلف ينادي عليها بحذر ولكن لا مجيب.. اخذ يبحث في ارجاء الشقه حتي انتبه لباب غرفة الضيوف مفتوح عكس باقي الغرف.. اتجه له وبحث بعينيه.. شهق بفزع حينما رآها ملقاه أرضا حول رأسها والمقعد ملقي أرضا علي جانبه..
_أمنيه.. أمنيه ردي عليااا..يانهار مش فايت...
ركض سريعا لأسفل يخبر والدته التي صعدت بالمصعد سريعا للأعلي ودلفت لها صړخت حين وجدتها هكذا..
_عادل اطلب الاسعاف بسرعه.
لا يعرفون متي وصلوا للمستشفي وقفوا خارج الغرفه بقلق ينتظرون الطبيب
_طمني يا دكتور. 
قالتها سلوي بلهفه.. 
_اطمنوا خدت كام غرزه في رأسها بس دي ضربه مقصوده مش وقعه ولازم نحرر محضر وكمان هننتظر تفوق عشان نتأكد إن الخبطه مأثرتش علي مركز حس عندها.
ذهب من أمامهم فتذكر عادل أخيه أخيرا فأخرج هاتفه ليحادثه.. 
_بتعمل أي يا عادل 
_هرن علي يزن ياماما أعرفه. 
_هو رن عليك يسألك مردتش عليه لي رن عليك يسألك لاقيتها وقولتلها ترد عليه ولا لأ 
_أكيد اتشغل ياماما. 
_يبقي خليه مشغول مترنش عليه رن علي أخوها. 
قالتها والدته پحده فرد عادل بتوتر
_ماما بلاش تكبري الموضوع ا... 
_أنت تعمل الي بقول عليه وأنت ساكت. 
زفر بضيق قائلا بحنق 
_حاضر هرن علي أكرم ييجي حاجه تانيه
_آه لو أخوك رن متردش عليه وكلامي يتسمع. 
ضړب كف بالآخر ولكن رد بخضوع فهو يعلم عناد والدته 
_حاضر حااااضر..
نظر في ساعته فوجدها قد قاربت علي ميعاد الاجتماع المقرر عقده... الآن فقط انتبه انه قد مر ساعه كامله ولم يرد عليه أخيه ولم تعاود أمنيه بمحادثته قطب جابينه وكاد يرفع هاتفه يطلب رقمها حين دلفت السكرتيره تخبره بقدوم الوفد المنتظر ترك الهاتف وذهب لغرفة الاجتماعات..
_آآآه.. 
_أمنيه سمعاني يا حبيبتي.. 
فتحت عيناها بضعف وخوف من أن يكون ذلك الشخص مازال أمامها.. وجدت وجه والدة زوجها فبلعت ريقها بهدوء وقالت سريعا بدموع 
_أنا...اا عاوزه أكرم... عاوزه أخويا.. 
حزنت سلوي علي حالتها وفهمت أنها تحتاج لمن يطمئنها فهتفت بتهدأه
_اهدي يا حبيبتي أكرم جاي و... 
لم تكمل حديثها حين انفتح الباب واندفع أخيها الأكبر منه.. أكرم أخيها الذي قارب علي الثلاثين و يكبرها بسبع سنوات فهي بمثابة ابنته.. 
_أك رم! 
قالتها پبكاء فاندفع لها بزعر وقد جفت الډماء من عروقه حينما علم بوجودها بالمستشفى.. 
_حبيبتي أنتي كويسه ياعمري. 
ثلاث ساعات مرت وهو بالاجتماع حتي أرهق تماما.. نظر في الساعه وجدها قاربت علي السابعه مساء.. ذهب لمكتبه لكي يأخذ أشيائه ويذهب يكفي عمل اليوم.. 
بعد فتره وصل لمنزله وهو يتوعد لها لعدم ردها عليه ولأخيه أيضا.. صعد فورا لشقته فوجد بابها مفتوح انتابه قلق حول الأمر ودلف يبحث عنها ولكن لم يجدها.. تسمرت قدماه حينما رأي تلك البقعه المتجمده للدماء تحتل أرضيه الغرفه والمقعد الواقع جوارها... 
شعر بدماء عروقه تتجمد حال تلك البقعه وهتف بخفوت ضائع 
_أمنيه!
يتبع

بارت ٢.... 
_أمنيه!
لثوان توقف العالم من حوله وهو يفكر لمن هذه ! وحينما يأتي بباله إمكانية كونها لها تتخبط أفكار بشعه في رأسه وجميعها نتائجها أبشع.. أخذ فتره حتي استطاع أن يتحرك فنزل سريعا لشقة والدته ولكن لم يجد بها أحد أخرج هاتفه ودق لأخيه ولم يجيبه بدأت أعصابه ټنهار وهو لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا حدث لهم..
ساعتان مروا وهو كمن يجلس علي جمر لهب يحاول الوصول لأيا منهم ولم يستطع حتي أنه بقي في حديقه المنزل ينتظر قدوم أحدهم وها هم بعد ساعتان وقد تلفت أعصابه بالفعل يري دلوف سيارة أخيه لفناء المنزل...
ترجل عادل وسلوي واتجه هو لهم سريعا يردد بعصبيه 
_انتوا كنتوا فين ومبتردوش عليا لي
نظر له عادل بصمت في حين ردت سلوي ببرود 
_كنا في المستشفى وأكيد مش هنفضي نرد علي سعادتك في ظروف زي دي..
_ أمنيه فين
قالها بقلق بالغ وهو لا يراها معهم.. 
_ مع أخوها متقلقش.
_مع أخوها ازاي يعني
_روحت بيتهم يا يزن اي الي مش مفهوم!
_وتروح مع أخوها لي مجتش معاكوا لي وازاي تروح معاه من غير ماتعرفوني واي الي حصلها
رد عادل بهدوء
_خلينا ندخل جوه يايزن الجو برد وهنحكيلك الي حصل.
هتف بعصبيه أكبر
_مش هتحرك غير لما اعرف اي الي حصل..
_متعليش صوتك وأنا واقفه.. عاوز تعرف اي الي حصل! ماشي هقولك.. الي حصل ان في حرامي دخل شقتك وخبط مراتك علي راسها لما شافها ولما اخوك طلع لها لاقها واقعه وراسها پتنزف خدناها علي المستشفي واول ما فاقت طلبت اخوها ولما جه قالتله انها عاوزه تروح معاه مش عاوزه ترجع الشقه واضح انها كانت خاېفه ترجع تاني بعد الي حصل.. بس روحوا البيت واحنا روحنا معاهم اطمنا عليها وخدت ادويتها ونامت وأكرم قال انه مش هيسبها وهينام معاها عشان لو صحيت بليل متخافش لما تلاقي نفسها لوحدها أكيد الي حصلها مش سهل.
قطب حاجبيه بضيق بالغ وهو يستمع لحديث والدته وقال بعدما انتهت
_وأكرم يبات معاها لي اومال أنا روحت فين ان شاء الله!
أكرم ملوش دعوه هي الي طلبت تروح بيتهم وهي الي فضلت متعلقه فيه وكأنها بطمن نفسها بوجوده.
_انا مش فاهم كلامك! يعني لو انا الي كنت معاها وجودي مكنش هيفرق! مكنتش قادر اطمنها يعني ولا اي! حتي لو رجعت الشقه هنا مكنتش هقدر اعمل ده!
نظرت له والدته بجمود وقالت
_لما أكرم قالها مش عاوزه تروحي لي قالتله هخاف افضل في الشقه لوحدي قولتلها تيجي تبات عندي بس الي هي اتحرجت تقوله انها هتخاف تفضل حتي في اوضه لوحدها فرفضت.
_شقه اي واوضة اي الي هتبقي فيها لوحدها اومال انا روحت فين!
_والله اسأل نفسك متسألنيش أنا.
_هو في اي يا ماما أنت بتكلميني وكأني مذنب لي
كنت فين من لما كلمت اخوك تسأل عنها! مكلمتوش غير بعدها ب٤ ساعات!
_كان عندي اجتماع و....
_ماشي خليك بقي في اجتماعاتك وسيبها عند اخوها تروق اعصابها عالاقل أكرم قال هياخد اجازه يومين من الشغل ويقعد معاها وده الي انت طبعا مش هتعرف تعمله والصبح كنت هتسيبها وتمشي عادي وهي عارفه ده عشان كده مرضيتش ترجع.
_هو انتوا بتحاسبوني علي شغلي! هو انا ببقي سهران مع صحابي ده انا في شغل!
_قولتلك متعليش صوتك يايزن قدامي ثم محدش طلب منك تشتغل معظم الوقت وانت صاحب الشركه يعني تقدر تقسم وقتك بس انت الي بتفضل شغلك علي اي حاجه.. رغم انك بتلاقي وقت لغيرها!
_غيرها مين
_اسأل نفسك انا داخله اخد الدواء وأنام يلا يا عادل.
_أنا هروح اجيبها.
قالها يزن وهو يتجه لسيارته ولكن وقف علي صوت والدته
_متروحش هي نايمه دلوقتي محتاجه راحه وأكرم مش هيرضي تاخدها وهي طلبت منه تفضل معاه خليك لبكره ابقي روح.
التف پغضب يردد
_علي فكره دي مراتي ومن حقي اطمن عليها عالأقل!
_مرواحك ملوش لازمه يا يزن خليك لبكره مش هتعرف تشوفها دلوقتي وبلاش عشان متشدش مع أكرم وانتوا علي طول واقفين لبعض علي الواحده.
والحقيقه أن يزن هو من يفتعل دوما المشاكل مع أكرم ليس سوي لضيقه منه بسبب قربه الشديد لزوجته حيث صور له عقله أن أخيها أقرب لها منه وتهتم له أكثر منه وكان يتقبل هذا نوعا ما أثناء خطبتهم لكن بعد الزواج أصبح لا يطيق الأمر فمعظم الوقت تحادث أخيها ودوما تتحدث عنه وكأنها تعرف سير يومه بالتفصيل دفعته غيرته للنقم علي أكرم ولكن لم يفكر أنها تفعل هذا لأنها لا تجده بجوارها وإن قللت حديثها
 

 

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات