الأربعاء 25 ديسمبر 2024

الماڤيا والحب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


لأسوي أطرافه المهوشة إلى أن أصابني الضجر من المكوث هكذا دون فعل شيء لذا قررت النهوض واكتشاف أين أتواجد حاليا. بحذر شديد زحفت إلى طرف الفراش واستعنت بيدي غير المصاپة لأقوم واقفة. أصابني دوار طفيف فجلست سريعا لئلا أفقد اتزاني ثم عاودت المحاولة بعد دقيقة وقمت سائرة تجاه نافذة الشرفة أزحت الستائر الداكنة قليلا لأجد النهار ما زال ساطعا رددت مع نفسي بقدر من الحيرة

حسنا هذا جيد لم يهبط الليل بعد ولكن في أي يوم نحن
أمعنت النظر في الفضاء الأخضر الممتد على مرمى البصر كان مألوفا إلى حد كبير فتساءلت وكأني أفكر بصوت مسموع
هل عدت إلى القصر مرة ثانية
أخذت أدور ببصري في الأرجاء لأتأكد من تخميني وبدا كل ما أراه معتادا علي لكن من زاوية مغايرة فقلت لنفسي
إن كنت بالقصر فلمن الغرفة إذا
ارتجف قلبي حين طاف بمخيلتي وجه فيجو تلبكت واستدرت كليا دفعة واحدة لأجد شكوكي قد باتت حقيقة ملموسة بالفعل صورته الفوتوغرافية معلقة على ركن بالغرفة لم ألمحها في البداية تطلعت إليه بمهابة فرأيت كيف يبدو مهيبا وهو في كامل قوته وسلطته تساءلت بساذجة مستنكرة
ماذا أفعل هنا
تذكرت أني أصبحت زوجته مؤخرا ولكني لم اعتد بعد على مشاركته كل ما يخصه بشكل رسمي وعلني. عنفت نفسي لنسياني الأحمق فهمست بصوت خاڤت للغاية
بالطبع لابد أن تتواجدي في غرفته فأنت زوجته وطبيعي أن يكون هذا فراشك.
سحبت شهيقا عميقا لفظته على مهل ثم تحركت من موضعي نحو الباب ولسان حالي يتساءل
لكن أين هو
حسمت الأمر بعدم إضاعة الوقت في الحيرة والتفكير وقررت الخروج من الحجرة لكني نظرت إلى هيئتي أولا في المرآة لأتأكد من ملامح وجهي بعد إزاحة آثار النعاس من عليه وتسوية المتمرد من خصلات شعري. ارتعشت حين فتحت الباب حيث اندفعت كتلة من تيار هواء بارد لټضرب بشرتي زادت رعشتي فقررت بلا تفكير العودة للداخل لأسحب الروب الخاص بمنامتي والمتروك على حافة الفراش طرحته على كتفي دون أن ارتديه فعليا فمهمة تحريك ذراعي المصاپة كانت شاقة ومؤلمة ولم أرغب في إجهاد نفسي دون داع.
وقفت في الرواق اتلفت حولي بنظرات متحيرة رغم كون المكان مألوفا إلا أني لم أجيء لهذا الجانب من القصر فقد بدا معزولا إلى حد كبير ويحظى بقدر من الخصوصية. تحركت على مهل في اتجاهين متعاكسين إلى أن اكتشفت مكان سلم الدرج هبطت عليه للطابق السفلي وللغرابة لم أجد أحدا من الخدم بدا المكان هادئا بشكل يستثير الريبة. دق قلبي في خوف لن أنكر أن هاجسا مزعجا راودني بأني سأتعرض للاغتيال مجددا أو ربما الاختطاف أيهما أقرب للحدوث.
ضحكت في نفسي ساخرة ونفضت الفكرة الغبية عن رأسي فلست على هذا القدر من الأهمية ليتقاتل الجميع من أجلي ناهيك عن وجود عشرات الأشخاص ممن يتولون الحراسة والتأمين هنا. واصلت نزولي الحثيث بتؤدة إلى أن وصلت إلى نهاية الدرج تلفت حولي ولم أجد أي شخص تحركت فيما بدا وكأنه طرقة شاسعة لانتقل منها نحو البهو المتسع حيث اعتدت الجلوس مع والدتي وشقيقتي ترى أين ذهبتا انتفضت بداخلي مشاعر الشوق والحنين إليهما. قلت في نفسي كنوع من الطمأنة
ربما هما تجلسان معا بالخارج ف صوفيا تحب الأماكن المفتوحة.
أكملت المشي البطيء تجاه الشرفة التي تطل على الحديقة لكني توقفت في منتصف المسافة حينما سمعت صړاخا مكتوما ارتاع قلبي وجزع في توجس شديد حاولت تجاوز مخاۏفي إلا أن الصړاخ تكرر من جديد مما جعلني أتسمر في مكاني
 

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات