الأحد 29 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي سيلا وليد

انت في الصفحة 121 من 203 صفحات

موقع أيام نيوز


رغما عنها واصدرت شهقة بكاء مريرة خرجت من أعماقها المحترقة وضعت كفيها على فمها حتى تمنع نفسها من النحيب 
ربتت أسما على ظهرها
حبيبتي اهدي ضغطت على فستانها وتحدثت من بين بكائها 
بيدبحني ياأسما أنا مش قادرة اتنفس أسما أنا بمۏت 
وصلت العاملة بطعامهم
آسفة مدام ليلى اتأخرنا 
نظرت ليلى للطعام وشعرت بتقلب معدتها

دفعته بعيدا عنها 
مش قادرة اشم ريحته وصلت سيلين التي كانت تلاعب أمير فبعدما وجدت يونس قريبا منهم ارتعدت اوصالها فاتجهت لليلى واسما 
جلست واجلست أمير على ساقيها 
شوف ياميرو مامي بتحب الجمبري وعمتو بتعشقه كمان سكبت بعض الطعام ووضعته أمام أسما واتجهت إلى ليلى تضع طعامها 
دفعته ليلى ونهضت تضع كفيها على معدتها 
عند راكان 
ظل يتراقص مع نورسين وضحكاته ترتفع بالمكان على كلمات نورسين 
قاطعهم جري ليلى للداخل وهي تمسك معدتها 
هبت زينب فزعا من مظهرها وتحركت متجهة إليها 
دلفت ليلى إلى المرحاض وقامت بإخراج مافي جوفها ظلت لفترة ليست بالقليل وهي تتقيأ حتى شعرت بالداور فسقطت مغشيا عليها 
دلفت زينب تصرخ باسمها 
البارت السادس والعشرون
كنت أظن أني أتمكن من العودة إلى حياتي مرة أخرى ولكني نسيت كيفية الحياة بطريقة طبيعية دون الحزن وكنت أعتقد أنه يمكنني كتابة كلمات عن الفرح والسعادة ولكن عندما فعلتها أدرك أن شيء داخل قلبي انكسر 
فلقد جعلتك فريضة كفرائضي الخمس وتمنيت أن لا أنقطع عن أدائها يوميا
بألمانيا وخاصة بالمشفى الذي يقوم والد ليلى بإجراء العملية 
تجلس سمية تتلو بعض آيات الذكر الحكيم تقف درة بجوار حمزة أمام غرفة العمليات بينما كريم الذي يجلس بجوار والدته ويدعو ربه تضرعا أن يشفي والده ضم والدته من أكتافها ليطمئن قلبها 
ان شاء الله هيخرج من العملية ويرجعلنا زي الأول 
رفعت نظرها إلى ولدها تربت على كتفه قائلة 
إن شاء الله حبيبي إن شاء الله ربنا مش هيحرمنا منه أسألك ربي حاجتي ومنك أرجو نجاتي وبيدك مفاتيح مسألتي
قالتها سمية وهي تضم مصحفها إلى صدرها 
عند راكان 
أسرع إلى الداخل بعدما استمع إلى صيحات والدته دفع باب المرحاض بقوة حينما طرقت زينب على الباب وانقطع صوت ليلى 
دلف وجدها ملقية على أرضية حملها سريعا متجها بها للأعلى دفع باب غرفتها ووضعها على الفراش وحاول إفاقتها تجمع الجميع بالخارج وقام الأتصال بالطبيب 
فتحت جفنيها بتثاقل وهي تهمس بإسمه قام بإعتدالها لتجلس ووضع خلفها الوسادة 
نظرت حولها لم يكن سواه بالغرفة اعتدلت سريعا
انت بتعمل ايه هنا! قالتها بصوتا متعب
ڼصب عوده ووقف يضع يديه بجيب بنطاله قائلا
مش جاي اتغزل بجمال الأميرة ماما صعبت عليا من خۏفها عليكي كل شوية توقعي وتعميلنا قلق فقولت اريحهم واشيلك احطك في اوضتك اقولك كفاية شغل الشو اللي قرفتيني بيه من الصبح 
سحب نفسا من تبغه ونفثه وهو يطالعها بسخرية
مش هتصعبي عليا ولا هتحركي فيا شعراية واحدة يابرنسس ليلى 
اطلع برة أنا قولتلك وحذرتك قبل كدا ولو شوفتني بعد كدا بمۏت يبقى دوس عليا وعدي ملكش دعوة 
دلفت زينب بجوار الطبيب الدكتور وصل ياراكان 
تجهمت ملامحها وتحدثت پغضب 
انا مطلبتش دكتور وقولت لحضرتك ياماما انا مش تعبانة دول شوية برد عشان كدا تعبانة وكل شوية يغمى عليا دلوقتي هنام وهقوم كويسة 
أشار راكان عليها ثم تحدث إلى الطبيب
آسفين يادكتور المدام بتدلع فكل شوية يغمى عليها ياريت لو ينفع تكتبلنا على حاجة يخليها تبطل حركاتها الهبلة دي 
نزلت كلماته عليها كسکين بارد ينحر عنقها بطريقة مؤلمة لروحها التقت عيناها بعيناه وارفت من بين ألامها 
آسفة مش هدلع عليك تاني ياحضرة المستشار ثم اتجهت إلى زينب 
ماما زينب آسفة قلقتك من الصبح أنا قلقانة على بابا فدا اللي موترني عشان كدا بيغمى عليا 
جلست زينب بجوارها تدقق النظر بعيناها 
يعني متأكدة انك مش محتاجة للدكتور وتعبك دا من خۏفك على والدك 
أومأت برأسها دون حديث خرج راكان وبجواره الطبيب معتذرا 
دلفت أسما وهي تحمل أمير بجوارها سيلين 
ليلى حبيبتي عاملة إيه! أومأت برأسها 
أنا كويسه حبيبتي مأكلتش من الصبح ودا عملي هبوط 
خرجت سيلين بعد فترة مع والدتها جلست أسما بجوارها وقامت بتحرير خصلاتها وساعدتها بتغيير ثيابها 
مسدت على خصلاتها 
ليلى هتفضلي كدا لحد إمتى حبست أنفاسها داخل صدرها مانعة سقوط دموعها اتجهت بأنظارها إلى أسما 
تفتكري اللي زي يعمل ايه ابويا مش عارفة عنه حاجة وجوزي هنا بېموت فيا حتى مدنيش فرصة اتكلم 
توقفت فجأة عن الحديث غير قادرة على البوح بما يعتري قلبها وضعت كفيها على صدرها 
دا بيوجعني قوي ياأسما حاسة إن قلبي هيوقف ڼار جوايا بتحرقني 
رفعت قبضتها ټضرب على قلبها صاړخة
دا لسة بيشفعله بعد خيانته ليا دا لسة بيتأثر من قربه وبيموت لما بيبعد تقدري تقوليلي أعمل إيه 
ضمتها
أسما تربت على ظهرها
بطلي عياط حبيبتي بكرة راكان يعرف الحقيقة ويندم صدقيني 
شهقات متتالية بنحيب خرجت من أعماق قلبها أنا بمۏت ياأسما ڼار جوايا ومحدش حاسس بيا الراجل الوحيد الي متمنتش غيره بيدبح فيا بيعاقبني على حاجة ڠصب عني 
كان يقف بالخارج وقلبه يدق پعنف داخل صدره من كلماتها التي ادمت قلبه حتى كاد أن يتوقف عن نبضاته فتحرك للأسفل حتى لا يضعف أمام أنهيارها 
ليلى اهدي حبيبتي بكرة كل حاجة هتكون كويسة أنا معرفش ليه جدو بيعمل معاكي كدا الراجل دا بجد شړاني قوي 
اسما عايزة أنام ممكن تطفي النور محتاجة أنام كتيير قوي 
دثرتها بشرشف خفيف ومسدت على خصلاتها وظلت بجوارها إلى أن غفت تماما 
خرجت من الغرفة بهدوء وقلبها يأن ۏجعا عليها وقفت على باب الغرفة تكبح غلالة دموع غيمت مقلتيها وهي تهمس لنفسها
ليه ياراكان تعمل فيها كدا بس تحركت متجهة للأسفل 
وصلت حيث جلوسهم بالأسفل نهضت سيلين التي تجلس بجوار والدتها متسائلة
عاملة إيه دلوقتي! 
كان جالسا بجوار نورسين ونوح مدعيا إنشغاله بالحديث معهما ولكنه ينتظر إجابة سؤال سيلين بشق الأنفس 
رفعت أسما انظارها إليه وتحدثت بمغذى
هي
كويسة ياريت لو حضرة المستشار يسمح لها تسافر تشوف باباها هتكون احسن من كدا 
قاطعها نوح وهو يتجه بنظره إلى راكان 
أنا وماما هنسافر بكرة ممكن ناخدها معانا ياراكان ليلى طول ماباباها حالته صعبة هتفضل تعبانة كدا من صغرها لما بتزعل بتتعب جدا فياريت توافق تسافر معانا 
كور على قبضته ضاغطا عليها حتى ابيضت مفاصله من فرط غضبه فرمق نوح شزرا وتحدث بسخرية 
ليه المدام مالهاش راجل ولا ايه أنا كنت حاجز نسافر النهاردة بس انشغلت شوية نظر بساعة يديه وأردف بهدوء هنسافر على ستة الصبح 
قاطعته نورسين قائلة پغضب
مقولتش يعني إنك هتسافر! 
اشتعلت نظراته بشكل مخيف مما جعلها تصمت عن تكملة حديثها فارتبكت قائلة 
مش قصدي قصدي يعني انه نهض واقفا 
متقصديش وفري قصدك لنفسك ياله عشان أوصلك 
نهض نوح هو الآخر يبسط يديه لأسما
ياله حبيبي قدامي سفر الصبح تحركت بعدما ودعت زينب وسيلين 
بعد فترة عاد راكان جلس بحديقة القصر وبدأ ينفث تبغه ويحرقه كإحتراق قلبه وصل توفيق يجلس بجواره 
قاعد كدا ليه! مين مزعلك 
سحب نفسا من سېجاره ونظر للبعيد غير مكترث لحديثه اقترب توفيق وتحدث 
فرحتني بعلاقاتك بنورسين دي فعلا الي تليق براكان البنداري كنت خاېف أرملة اخوك تلف عليك زي مالفت على سليم بس سليم معذور أصله طيب وعلى نياته وهي قدرت توقعه 
ظل راكان كما هو ولكن شعوره بالأختناق يعيق زفراته فاق اخيرا من ضغط أعصابه الذي حاول توفيق الضغط به 
التوت زاوية فمه بعبث ونظر لجده
هو مش المفروض تقعد تصلي وتدعي ربنا انه يخفف آلامك ويشفيك مع إني أشك انك بتتألم اصلا 
دنى من جده ونظر لحدقيته
بقول ايه ياتوفيق اوعى تفكر دخل عليا موضوع مرضك مع اني اتمناه غمز لجده بطرف عيناه 
اوعى تفهمني غلط أنا قصدي ان المړض بيشيل ذنوب فأنت الصراحة صعبان عليا قوي إزاي تقابل ربنا ببلاويك دي فقولت إلهي يجيلك مرض يخفف ذنوبك وټموت وانت مش عارف ټحرق دمي 
قالها راكان ثم ڼصب عوده وهو يرمق جده بتهككم قائلا
اوعى تنسى دواك عشان تعرف تنام يا توفيق باشا تحرك راكان متجها للداخل ولم ينظر خلفه حينما صاح توفيق عليه
راكان استنى وصل لباب قصره بعدة خطوات من كثرة تسارعه بخطواته حتى لا يعود ويقبض على عنقه 
وصل إلى غرفته دلف للداخل ينظر بحزن للغرفة التي تغير أساسها بالكامل جلس 
إشش نامي شوية عندنا سفر دنت تضع رأسها بعنقه تحاوطه بذراعها ثم ذهبت بنوما عميق وهي تظن إنها تحلم به 
مسد على خصلاتها ثم طبع قبلة على خصلاتها وأغمض عيناه مستمتعا بقربها 
ظل لبعض الوقت ثم نهض متجها إلى غرفته بعدما اشبع روحه بقربها وخرج كأنه لم يكن نظر بساعته ثم اتجه لمرحاضه وخرج بعد دقائق رفع هاتفه وهاتف والدته 
خلي ليلى تجهز هنتحرك بعد ربع ساعة ولو اتأخرت مش هنسافر
كان أسعد يجلس بجوارها يقرأ في كتابا خلع نظارته الطبية متسائلا 
فيه حاجة ولا إيه ليه راكان بيتصل دلوقتي! 
نهضت ترتدي مأزرها واجابته بهدوء رغم حزنها منه
مسافر مع ليلى ألمانيا باباها عمل عملية النهاردة ودخل غيبوبة وهي لسة متعرفش راكان خبى عليها 
تحركت حتى وصلت لدى الباب ولكنها توقفت حينما تحدث أسعد 
هتفضلي مخصماني يازينب استدارت له 
هخاصمك ليه أنا زعلانة مش مخصماك لما ټضرب ابني الراجل اللي لو فضلت مراته لحد دلوقتي معاه كان زمان ابنه شاب يعني غلطت كتير يااسعد وانت بعد العمر دا كله بتميد ايدك عليه 
دنت خطوة وتقابلت بنظراته الحزينة 
للأسف ياأسعد الغلط مش في ابوك الغلط في شخصيتك الضعيفة اللي لحد دلوقتي بقول لحد إمتى هتفضل تداري على باباك لحد مايموت حد فينا طيب ماسليم ماټ بسببه ولسة إيه أكتر من كدا
قالتها وتحركت ولم تنتظر حديثه وصلت إلى غرفة ليلى كانت ماتزال نائمة دلفت بهدوء تمسد على خصلاتها 
ليلى قومي حبيبتي فتحت جفنيها بتثاقل وجدت زينب تجلس بجوارها اعتدلت سريعا 
أمير كويس ربتت على ظهرها 
أيوة
حبيبتي كويس أنا جاية اقولك اجهزي عشان تسافري مع جوزك لباباكي 
بدأت أنفاسها في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق شديد حتى شعرت بتوقفه فهبت فزعة 
بابا حصله إيه أنا كلمت ماما وقالت لسة ماخرجش ونمت ومحستش بنفسي طمنيني ياماما وقولي ان بابا عايش 
ضمتها زينب لأحضانها تمسد على خصلاتها 
اهدي حبيبتي والله باباكي كويس هو عمل العملية والمفروض تطمني عليه مش كدا ولا إيه 
أزالت عبراتها ونهضت سريعا 
هجهز حالا ياماما خلي داليا تجهز أمير 
بغرفة راكان جلس أمام حاسوبه يبحث في بعض الأشياء ثم قام بإرسالها لأحدهم أمسك هاتفه ينظر بساعته 
أيوة وصلت لأيه 
على الجانب الآخر 
زي ماحضرتك قولت توفيق باشا زار مدام ليلى قبل توقيعها على القضية كان عندها الساعة أربعة عصرا وهي مضت أربعة وتلت تقريبا وكمان فيه حاجة قبلها بساعتين كانت عنده في
الشركة ودخلت بعد معركة بينها وبين السكرتيرة 
تمام هذا ماقاله راكان نهض متجها لشرفته وقام بإشعال تبغه ينظر بالحديقة 
يعني لعبتها صح ياتوفيق وماله نلعب مع بعض وحياة حړقة قلبي لأخليك تتمنى المۏت انت وامجد الكلب تذكر قبل عدة ساعات
 

120  121  122 

انت في الصفحة 121 من 203 صفحات