حكايه احرقني الحب بقلم ديانه ماريا
على الدلال
مر أسبوع قبل ميعاد الحفلة الرسمية لإعلان زواجهما كان حسام يتركها على راحتها وينام في مكان آخر ولكن ذلك لم يمنع قلق هديل من الظهور فهي مرتبكة ومتوترة من يوم الحفلة كأنها تتزوج لأول مرة طلبت منه في مرة أنها تريد الذهاب لطبيبة جلدية فوافق على الفور إرضاء لرغبتها وربما ذلك يقلل من شعور النقص الذي يؤرق مضجعها وأكثر ما كان يسعدها هو زيارة والدتها وأخواتها كل يوم على عكس حين كانت تحرم من رؤيتهم لفترات طويلة ولم تكن ترى والدها ولكنها لم تهتم
في يوم الحفلة ذهبت هديل للشقة الثانية التي سوف تعيش بها مع حسام ولم تنكر جمالها أبدا كانت بالطبع في منطقة راقية وذات ديكور عصري ولكنه في ذات الوقت بسيط ولا تغلب عليه البهرجة ذات طابع مريح وألوان هادئة أعجبت بها هديل على الفور فهي شبيهة بالبيت الذي كانت تحلم في يوم أن يكون بيتها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانت هديل قلقة من مظهرها رغم رضاها عن النتيجة النهائية ولكن اختفى ذلك القلق حين لمحت نظرات الإعجاب والانبهار تقديرا لمظهرها في عيون حسام الذي كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة سوداء أبرزت وسامته
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
حين انتهت تلك السهرة وذهب جميع الضيوف بقى حسام وهديل وحدهما مما فاقم من تصاعد توتر هديل وخجلها ففركت يديها بتوتر
وضع حسام يده خلف كتفها مما جعلها تجفل وتحدق إليه فابتسم لها مستغربا مالك يا حبيبتي
ضحك بخفة قبل أن يذهب بها لغرفة النوم فارتفعت نبضات قلب هديل حتى خشيت أن يسمعها
وقف أمامها يتأملها بحب ثم عانقها بقوة أغمضت عيونها بشعور من الارتياح والسلام يجتاحها
بعد لحظات فتحت عيونها بتعجب حين أحست بشيء يبلل جانب حجابها فابتعدت قليلا عنه لتصدم برؤية الدموع في مقلتيه والمنحدرة على خديه
وضعت يديها على خديه قائلة بذهول ممزوج بالقلق حسام أنت بټعيط هو فيه حاجة
هو رأسه بالنفي وابتسم پألم برغم كل السعادة اللي حاسس بيها دلوقتي إلا أنه كمان مش مصدق أنه حلم عشر سنين أخيرا اتحقق الحلم اللي فكرت في يوم أنه خلاص ضاع واندفن ولازم أدفن قلبي وراه بعد مۏت أمي الله يرحمها قفلت على قلبي كل حاجة ورميت نفسي في الشغل بس ده عمره ما منع إحساس الوحدة الصعب اللي كنت فيه ولا كل مرة بشوفك حتى لو صدفة وافتكر أنك ملك راجل تاني كنت بتوجع أوي مع أني ببقى مفكر أنه مبقاش فيه حاجة تأثر فيا خلاص الحلم اللي حلمناه مع بعض اتحقق والبيت اللي اتمنينا يجمعنا أخيرا جمعنا وبرغم كل ده مش قادر أصدق أنه خلاص بقيتي معايا وبين إيديا خاېف أكون بحلم واصحى في لحظة على نفس الکابوس واكتشف أنك لسة بعيدة وأنا لسة وحيد وقلبي خالي من غيرك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
التمعت عيون حسام بالمشاعر العڼيفة لدى سماعها لكلامها فهذه أول مرة يسمعها تعبر عن شيء من مشاعرها بشكل صريح انتشرت السعادة على وجهه واقترب منها ببطئ فأغمضت عيونها بخجل وترقب إلا أنهما انتفضا بدهشة حين ارتفع رنين الهاتف مفاجئ مما اضطر حسام أن يبتعد عن هديل ليذهب ويرى من يتصل في هذا الوقت المتأخر!
الجزء 16
قطب حسام وهو يتسائل من قد يتصل به في هذا الوقت المتأخر فتوجه لهاتفه ليجد أحد أصدقائه من يتصل به
أجاب بقلق إيه يا كريم فيه حاجة
قال كريم بمرح عامل إيه يا عريس
ارتخت أعصاب حسام وارتسمت نصف ابتسامة على فمه وقد فهم الغرض من إتصال صديقه متصل عليا علشان تسألني عامل إيه وأنت لسة سايبني من نص ساعة يا كريم
ضحك كريم بشدة وقال باستفزاز اه بطمن عليك أنا والشباب بس مش صاحبنا أوعى يكون بس عطلتك عن حاجة مهمة
ضحك حسام بغيظ قبل أن يجيب من بين أسنانه حتى لا تسمعه هديل الواقفة خلفه حسابك أنت والشباب معايا أما أشوفكم بس ېحرق معرفتكم
أغلق حسام الهاتف على صوت ضحك أصدقائه ثم ألقاه أمامه والټفت بابتسامة لهديل التي مازالت تقف مكانها بتوتر كانت تفرك يديها وقلبها يكاد يثب من صدرها من شدة التوتر والقلق
سألته بارتباك فيه حاجة ولا إيه
ضحك حسام وقال بنبرة عابثة لا دي حاجة بين الشباب وبعضها متهتميش بيها المهم خلينا في نفسنا دلوقتي
لم تفهم ولم يمهلها الوقت لذلك لأنه اقتربت منها فتسارعت نبضات قلبها حتى أن معدتها ألمتها من الترقب تطلعت له ترجوه بعيونها ألا يخيب أملها ولا ينفر منها حين يراها لأنها لن تتحمل
وعلى غفلة تقدم حسام منها وأحنى رأسه
أبتعد عنها بعد قليل ليزيح حجابها فتناثر شعرها الأسود على كتفها رفعت يدها لشعرها وهي تبتسم بخجل ولكنه حين أقترب منها أكثر اختفت ابتسامتها وازداد خۏفها حتى أنها بدأت ترتجف بشكل طفيف
لاحظ حسام الحالة غير الطبيعية التي بها فأمسك بيدها وجلس على السرير وأجلسها بجانبه
تحدث حسام بصوت دافئ هديل أنا مش هعمل حاجة ڠصب عنك مش عايزك متوترة كدة لو مش عايزة خالص بلاش أنا مش هغصبك على حاجة
انعقد لسان هديل وشعرت بشيء يسد حلقها يمنعها عن الكلام والتعبير عن مشاعرها تذكرت ليلة زفافها الأولى التي مرت بۏحشية عليها تعلم أن حسام ليس وحشا ولن ېؤذيها ولكن رغما عنها تلك الذكريات تتدافع في عقلها أنها لا تخشى من حسام حقيقة ولكنها تخشى ألا تتمكن من تلك الذكريات ومواجهة حياتها مع حسام بشجاعة
رفعت عيونها المليئة بالدموع إليه فمسح على شعرها وقال برقة ممكن ترتاحي النهاردة لو عايزة
هزت رأسها بالنفي فأدرك حسام أن توترها وصراعها أكبر مما يظن فقال مرة أخرى بنبرة حازمة مش عايزك تتوتري صدقيني أنا بحبك زي ما أنت وأنت أحلى
واحدة في عيوني
كانت حركات حسام خفيفة ورقيقة حتى يحررها من أي توتر يتملكها
صوت حسام يصلها هامسا بصوت أجش افتحي عيونك الحلوين دول
فتحت عيونها بتردد حتى قابلت عيونه وهناك لم تجد نفور ولا اشمئزاز بل حب جارف يطل من عينيه فهدأت روحها واستسلمت بكل قلبها وحواسها لحبه
كانت نائمة بارتياح ثم تقلبت فشعرت بالمكان خالي بجانبها حين استيقظت وتطلعت بجانبها لم تجد حسام مما أثار استغرابها
لم تجد فائدة من الجلوس مكانها فنهضت وأخذت ملابس لها ودلفت إلى الحمام استحمت ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها لم تتفحص نفسها من فترة طويلة بتدقيق هذه المرة كان هناك شيء مختلف حتما فيها كانت بشرتها أكثر نضارة وعيناها تلمع ببريق كان قد ظنته خبا ولن يعود ابتسمت وهي تمشط شعرها وتكمل ارتداء ملابسها حين سمعت طرق على الباب
قال حسام بصوت عفوي هديل مستنيك برة الفطار جاهز
أجابت بارتباك
ح حاضر جاية أهو
نظرت لنفسها في المرآة وقد احمرت وجنتاها بخجل ارتدت بيجامتها بسرعة كانت من الحرير الوردي الذي لائمها ذات أكمام طويلة فهي لم تكن شجاعة للغاية حتى تجلس أمام حسام بكل أريحية مع ندوبها
خرجت للصالة لتجده جالس بانتظارها كان يرتدي ملابس منزلية مريحة مكونة من تيشرت صيفي بنصف أكمام وبنطال مريح حين رآها تقترب منه بخجل نهض ووضع يديه على كتفيها
قبل جبينها بحب صباح الخير يا حبيبتي
ابتسمت بخجل صباح النور
جلست تأكل بصمت وهى لا تنظر له حين سألها فجأة أنت لابسة بكم ليه والجو حر يا حبيبتي
ارتبكت وقالت بابتسامة متوترة أنا مرتاحة كدة
فهم حسام السبب الحقيقي وراء تصرفها ولكن رأى أن يتركها على راحتها
أمسك بيدها وهو يبتسم مش هتتخيلي أنا مبسوط أد إيه دلوقتي عايز أحط شوية أسس لحياتنا مع بعض هي مش قواعد على أد ماهو طريق واضح لينا إحنا الاتنين أولا مش عايزك أبدا لو زعلتي أو اتضايقتي في يوم من الأيام تخبي عني لازم نصفي أمورنا مع بعض علطول مش عايز وجود أي فجوة بيننا أبدا عايزك تثقي فيا ومټخافيش مني في يوم من الأيام وأنه باذن الله أنا علطول موجود علشانك كصاحب وزوج وحبيب وحضني ليك دايما في أي وقت الدنيا تضيق عليك فيه
تضخم قلبها من التأثر والعاطفة حتى أنها لم تستطع الرد عليه بل بقيت تنظر له بامتنان وحب ثم نهضت من مكانها واقتربت منه مالت عليه لتعانقه وهي تلف يديها على حوله
قالت برقة أنا مش عارفة أقولك إيه بس أنا هعمل كل اللي أقدر عليه علشان أكون الزوجة اللي أنت عايزها
لف ذراعيه حولها بقوة أنت الزوجة اللي أنا عايزها من غير ما تعملي حاجة صدقيني
ابتعدت عنه مبتسمة وعلى قدر ما تشعر بالسعادة من كلماته فهناك شيء من عدم الارتياح يتخلل تلك السعادة هي ليست