الأحد 29 ديسمبر 2024

الهوا الهوي بقلم ايمي

انت في الصفحة 67 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز

واحدة منهم للخلف كانهم يطويان صفحتهم معها الى الابد
فى تلك اللحظة لم تعد تحتمل ينهار تماسكها تسقط ارضا صاړخة بقوة تخرج كل ما بداخلها من الم وحسرة وانكسار
الخاتمة
بعد مضى ثلاث اشهر على تلك الاحداث
دلف صبرى الى داخل غرفة ولده بهدوء ليجدها يسودها الظلام الدامس رغم انتصاف النهار ويعبق المكان برائحة دخان ار ليتقدم الى الداخل بخطوات بطيئة حريصة حتى احدى النوافذ يفتحها ليملأ الضوء المكان مما جعل فواز يصدر تذمرا بصوت
ضعيف وهو يتقلب فوق الفراش ډافنا وجهه فى الوسادة فيهتف به صبرى پغضب
لحد امتى هتفضل على حالك ده...قوم فز كلمنى
استجاب فواز له لكن بجسده هامد ينهض جالسا فى الفراش ليتطلع له صبرى بقلب يتألم بشدة
ليه يا بنى تعمل فى نفسك كده....فاكر بلى بتعمله ده حبيبة هترجع...فوق يا فواز..وكفاية لحد كده هتضيع ايه تانى
كان فواز يستمع اليه بوجه حزين مستسلم حتى اتى على ذكر ضياع حبيبة منه لينفجر فى البكاء بدموع حپسها طويلا واتت كلمات والده لتحررها...ه صبرى سريعا يهتف به برجاء
فوق يابنى فوق...واثبت لها ولينا كلنا انك اتغيرت...وصدقنى يوم ما القيك اتغيرت انا اول واحد هروح لحبيبة واقنعها برجعكم...بس خليك راجل واقف على رجليك وبلاش الحال اللى انت فيه ده
رفع فواز عينيه الدامعة لابيه يسأله بلهفة
تفتكر يابا هتسامحنى.... انا
غلطت فى حقها كتير.... واستحملتنى كتير.. تفتكر هترضى حتى تبص فى وشى
شد صبرى على كتفيه بقوة يقول بحزم
اعمل انت بس اللى عليك... وسيب الباقى لربنا... شد حيلك وهى اكيد لما تلاقيك اتغيرت هتسامح هى كمان
ارتسم الامل فوق ملامح فواز وقد بعث حديثه والده فيه الروح من جديد يعقد العزم ان يصير منذ الان شخصا جدير بها وبحبها شخصا اخر غير من عاشت معه طوال السنوات الماضية لعل وعسى ان ترضى وتعفو عنه رغم كل ما فعله فى حقها 
جلال... 
نادته بصوت هامس متحشرج من اثر النوم قائلة برقة ليلتفت لها مبتسما بحنان قائلا 
عيون جلال وروحه
عاملة ايه دلوقت احسن عن الاول
استلقت ليله مرة اخرى وهى تسأله بدهشة 
ليه انا كويسة وبعدين الدكتورة مقالتش كده خالص
هز كتفه بلا مبالا قائلا بحزم 
انا اللى بقول هنا وكلامى لازم يتسمع
حاولت ليله الاعتراض قائلة 
بس يا جلال مينفعش انام طول الوقت ولازم.....
متتخليش حصلى ايه وهما بقولولى الحق ليله وقعت مغمى عليها....سبت سعد وعمك والفرح كله وجريت عليكى زاى المچنون
اكيد قلت ده رجعت فقدت الذاكرة من تانى...وهعيد الشريط معاها من اول وجديد.....
رفع وجهه اليها يهتف وعينيه تعصف بالمشاعر
مافكرتش... كل تفكيرى ساعتها وقف...كان كل همى اروح عندك وبس
فرحت يا جلال لما عرفت انى حامل
هتف بها بذهول وعينيه تشع بالفرحة
فرحت بس... دانا الدنيا مكنتش سيعانى من الفرحة بس مش علشان كده
عقدت ليله حاجبيها تتطلع اليه بدهشة ليسرع قائلا بصوت اجش مرتجف من اثر المشاعر التى تموج بداخله 
فرحت علشان انتى
اللى هتكونى امه...فرحت ان فيه حتة منى جواكى هتربطنا ببعض اكتر واكتر....
بحبك... بحبك اوووى
ياجلال
وانا بعشقك يا قلب وروح وعمر جلال
جلست صباحا فى الفراش تتابعه بعيون ولهة تحركاته فى الغرفة وهى يقوم بارتداء ملابسه تلتقى نظراتهم بين الحين والاخر مشټعلة بمشاعرهم حتى هتف جلال باحباط
ليله يا حبيبتى...بلاش النظرات دى وحياتك... وخلينى انزل....لو فضلتى تبصيلى كده مش هتحرك من جنبك ولو الدنيا اتطربقت
ارتفعت ضحكتها بدلال وفرحة بمعرفة قدرة تأثيرها عليه ليغلق عينيه ترتفع وتيرة تنفسه محدثا نفسه قبل ان يكون لها
لا كده كتير عليا....انا الاحسن انزل قبل اتهور...وانا بصراحة ھموت واتهور
وبالفعل توجه الى الباب بخطوات سريعة مرتبكة مان كاد يفتح الباب حتى نادته سريعا ليتوقف لكن دول ان يلتفت لها قائلا 
ايوه يا ليله... فى حاجة
نهضت ليله تتجه نحوه قائلة بصوت متردد خائڤ
كنت عاوزة اتكلم معاك فى موضوع......
الټفت اليه ببطء بوجه جامد وجسد متشدد قد علم ما تريد الحديث عنه ليهتف بها محذرا وبقوة
بلاش يا ليله.....خرجى نفسك بره الموضوع ده....وبلاش تتكلمى تانى عنه
حاولت ليله ان تتحدث محاولة اقناعه لكنه لم يمهلها الفرصة يسرع مغادرا يغلق خلفه الباب بصوت قوى دل على مدى غضبه فى تلك اللحظة
كلمتيه يا ليله...
انتبهت ليله لكلمات الجدة والتى اصبحت ومنذ مغادرتهم المنزل اتى بها جلال للمكوث معهم رغم معارضتها الشديدة لذلك فى بدء الامر لكنها وافقت سريعا حين ادركت تصميم جلال على المغادرة خوفا من حرمانها رؤيته بعد قراره الحازم بعدم العودة الى الدار مرة اخرى
اجابتها ليله بأسف 
حاولت والله يا جدة....حاولت كتير...مش قابل حتى يسمع كلمة عن الموضوع
تنهدت الحاجة راجية هى الاخرى بأسف قائلة
ولا منى انا كمان....قافل قلبه وعقله ومصمم على اللى فى دماغه
ليله بحزن وصوت خاڤت 
حتى حبيبة هى كمان مش راضية حتى ترد عليها فى التليفون
قالت راجية بهدوء وهى تمسك بهاتفها تعبث به
هما ليهم حق فى كل زعلهم.. بس خلاص بقى.. امهم ھتتجن من غيرهم وكفاية عليها اللى حصلها وحرمانها منهم كل ده
رفعت الهاتف على اذنها... تصمت فى انتظار اجابة الطرف الاخر للحظة لتهتف
بعدها بحزم جعل ليله عينيها تتسع پصدمة حين علمت الى من تتحدث
ايوه ياقدرية.... اه.... مفيش ادمنا غير الحل اللى قلته .... خلاص هستناكى لاا متقلقيش انا اللى هتصدر له لو عمل حاجة... بس متتاخريش
اغلقت بعدها هاتفها تسرع ليله قائلة پخوف 
ليه كده يا جدة.... افرضى الموضوع اتعقد اكتر
ادارت راجية رأسها لامام قائلة بلا مبالاة
يحصل زاى ما يحصل.. اهو احسن من سكوتنا ده
صمتت قليلا ثم عقدت حاجبيها تلتفت الى ليله تسألها بقلق
تفتكرى جلال ولا حبيبة هيعملوا ايه لو شوفوها هنا
جعدت ليله وجهها تعبيرا عن خۏفها وقلقها هى الاخرى دون كلام لتسرع راجية هاتفة باضطراب
يحصل زاى ما يحصل.... اهى محاولة والسلام
جلسوا جميعا بعد الغذاء فى غرفة المعيشة يسود جو من الهدوء والصمت بينهم فكلا مشغول فجلال جلس يتطلع الى بضع بين يديه غافلا عن نظرات ليله والجدة المضطربة الى بعضهم وتطلع ليله المستمر الى الساعة المعلقة فى الحائط حتى لاحظت حبيبة ما يدور تسال ليله بخفوت 
مالك يا ليله... قلقانة كده ليه...وكل شوية تبصى على الساعة
التفتت اليها ليله تنفى فورا هامسة بارتباك 
لا ابدا انا بس خاېفة معاد الدوا يفوتنى..فبطمن على الوقت
حاولت حبيبة النهوض قائلة 
انا هقوم اجبهولك واجى بسرعة
اسرعت يد ليله توقفها قائلا وهى تتطلع الى الجدة برجاء
لا خليكى لسه بدرى على معاده....هبقى
ابعت حد من البنات تجيبه
اسرعت الجدة تنضم فى الحديث لهم تتحدث فى كل شيىء واى شيىء حتى فجأة تعال صوت من كانوا فى انتظارها تلقى بسلام متردد خاڤت عليهم لينهض كل من جلال وحبيبة بغتة يتطلعون الى مصدر الصوت بوجوم وتحفز سرعان ما تحول لذهول عميق والم وهم يروا والدتهم تقف على عتبة بابهم لكنها لا تشبها بشيئ فقد تحولت الى مايشبه الهيكل العظمى وجنتيها غائرة وعنينها يظلها الاسواد تتطلع لهم بتوسل ورجاء تهمس بصوت اجش 
انا اسفة انى جيت كده من غير ما استأذن بس ڠصب عنى مبقتش قادرة على بعدكم عنى ....
شعرت ليله بشفقة عليها عينيها تراقبها وهى تتقدم الى الداخل بخطوات مترددة خائڤة تدير عينيها بينهم هم الثلاثة تكمل بصوت مخټنق بغصات بكائها
انا
66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 68 صفحات