روايه العشق بقلم فاطمه الالفي
سوف يعودون القاهره باليوم التالى ..
بعد انتهاء يوم شاق داخل غرفه العمليات اعلنت المشفى عن حاله الطوارئ ليركض كل من ايسل وعاصي لاستقبال الحالات .
حدث هرج ومرج داخل المشفى بسبب كثره إعداد المصابين بحاډث مروع وأيضا حالات أخرى ولم يوجد عدد كافي من الأطباء تفقد عاصي وضع المصاپون نتيجه الحاډث وكان معه طبيبن آخرين من داخل المشفى وترك ايسل تتابع بعض الحالات الاخرى ليحاولون السيطره على وضع المشفى ...
ظلت بجانب طفل صغير يعانى من ارتفاع درجه الحراره ونظرا لصغر حجمه فوضعته داخل حضانه وتوجهت الى غرفه والدته لتفحصها هى الأخرى وتجد أيضا بانها تعاني من التهاب رئوي ولا تستطيع التنفس لتضعها تحت جهاز التنفس الصناعي وتعطيها خافض الحرارة ثم تركتها لتعود الى الطفل الذي بعمر الشهرين وتضع له محلول مغذي وتتفقد وضعه باهتمام ظلت طوال الليل جانبه لم تغفل عنه الى ان اشرقت شمس يوم جديد وهى مازالت تتابعه وتعود تتابع حاله والدته التى استقرت نسبيا عن طفلها ...
اقترب بهدوء ايسل الحاله عامله ايه
رفعت جبينها ونظرت له بارهاق حرارته مابتنزلش على عكس مامته الحراره نزلت
تشخيصهم ايه
التهاب رئوي مامته بتتحسن لكن هو لأ
ما أنا طلبت كده فعلا بس لسه ماظهرتش النتيجه ايه الحاله عندك
الحمدلله عدت على خير حاډثه جامده وكان فيها اربع شباب بس بفضل الله الحالات مستقره يلا نروح محتاجين نرتاح كام
ساعه كده عشان نواصل اللى باقي
هزت رأسها نافيا مش هقدر اسيب الطفل
تحدث بحنان حبيبتي لازم ترتاحي وفى هنا ممرضات تاخد بالها منه ماتنسيش كمان لسه ورانا عمليتن انهارده على الاقل تروحي تنامي ساعه حتى ونرجع تاني
نظرت حولها بضيق ماحدش هيهتم بيه المستشفى هنا فوضى وشوفت بنفسك اللى حصل امبارح ومافيش دكاتره كفايه ولا حتى فى طاقم تمريض كويس أنا مش عارفه لسه فى مستشفيات بالشكل ده ازاى فين وزاره الصحه تاخد اجراء ضدهم
هزت رأسها باسى وهى تنظر لذلك الصغير الذي لا حول له ولا قوه واصرت على البقاء جانبه منما جعل عاصي يظل بالمشفى ويستغل الوقت فى اجراء عمليه أخرى رغم ارهاقه الجسدي ولكن عندما يساعد فى شفاء مريض يحي الامل داخله ويشعر بالحماس من اجل انقاذ هؤلاء الارواح المتعلقه به ..
ومن احياها فكانما أحيا الناس جمعيا .
داخل مشفى نبض الحياه وبالتحديد بغرفه الاجتماعات تحدث راؤوف بجديه
طبعا كلنا عارفين ان الفيروس بقى موجود بالفعل فى القاهره وبعض المحافظات وعشان كده لازم ناخد كل اجراءات الوقايه والتعقيم المستمر من اول عامل الامن لاكبر دكتور نتفادي الخطړ ونلتزم بالكمامه والقلفز واى مريض دكتور يفخصه يكون واحد باله حافظو على نفسكم احنا دلوقتي فى أرض المعركه ولازم نحارب الفيروس ونحافظ على ارواح الناس اللى متعلقه فينا ونحافظ على نفسنا قدامي تقرير عن حالتين موجودين بالمستشفى دكتور جاسر اللى فحصهم .
تحدث جاسر بثبات الحالتين التحليل بتاعهم سلبي يا دكتور اشتباه بفيروس كورونا وهم فى عزل دلوقتي لمده أسبوعين عشان نتاكد من سلامتهم قبل مانكتب على خروج
تمام يا جاسر تتابعهم بنفسك وتخلي بالك ربنا معاكم يارب انفضلوا كل دكتور على شغله وربنا يوفقكم .
استقرت حاله السيده وانخفضت حرارتها وعندما استفاقت تسألت طفلها لتعلم بانه داخل الرعايه ..
داخل الرعايه الخاصه بالاطفال كانت تنظر لذلك التحليل الذي اجرته بالأمس من اجل سلامه الطفل لتجحظ عيناها پصدمه بعدما علمت بسبب مرض ذلك الطفل ابتلعت ريقها بصعوبه ثم ارتدت الكمامه الخاصه بها وبعد ان اعطت الطفل جرعه الدواء الخاص به تركت الرعايه وابلغت طبيب اخر ليتابع حاله الصغير ووالدته واخبرته بنتائج التحليل ثم غادرت المشفى وتوجهت الى المسكن على الفور واغلقت الغرفه بالمفتاح لتعزل نفسها عن الآخرين بعدما ايقنت بانها أخذت العدوى من السيده وطفلها ولا تريد لاحد ان تتسبب باذيته ...
إنتشر الخبر داخل المشفى بسرعه البرق بان المشفى يوجد به حالتين من فيروس الكورونا والطبيبه التى تابعت حالتهم أيضا لابد وانه اصابها هى الأخرى ..
عندما انهى متابعه للحالات ذهب ليبحث عنها ليستمع الى الخير وان المشفى اصبحت تحت الحجر الصحي ..
تفاجى بانها الطبيبه اللذين يتحدثون عنها لينزع عنه المعطف الطبي ويغادر المشفى بخطواته السريعه التى اشبه بالركض قلبه ېصرخ پعنف يرفض تصديق ما سمعه الى ان وصل لوجهته فتح باب الشقه ليركض الى حيث غرفتها وقف امام بابها واصوات انفاسه اللاهثه تصفح عن وجوده طرق الباب بقوه
ايسل افتحي ايسل ايه اللى أنا سمعته ده ارجوكي افتحي
وقفت خلف الباب وهى تهمس بصوتها المبحوح ماينفعش افتح عاصي
تحدث بذهول يعني ايه .... يعني ايه عاوز افهم الطفل ومامته عندهم كورونا فعلا
ايوه أنا شوفت التحليل بنفسي
طب اخرجي من عندك
لا أنا هعزل نفسي هنا ومش عايزه حد يتعدي مني هنا افضل من المستشفى
تحدث بحزن طب ظهر عليكي اعراض حاسه بحاجه لازم اشوفك يا ايسل أنا دكتور وهقدر اساعدك افتحي الباب ده
أنا كمان دكتوره وعارفه أنا بعمل ايه
ايسل لو مافتحتيش الباب أنا هكسره
وأنا هنط من الشباك
انتي اټجننتي
أنا خاېفه عليك افهم بقى
وأنا خاېف عليكي اكتر من خۏفي على نفسي وعدتك هفضل ماسك بايدك وطلبت منك تتمسكي بايدي وماتسبنيش ليه عايزه دلوقتي تواجهى خۏفك لوحدك ليه عايزه تبعدي فى اول اذمه نواجهه واحنا مع بعض حبيبتي أنا دلوقتي جوزك واللى يالمك يالمني قبل منك ايسل وحياتي عندك تفتحى الحاجز اللى مانعني عنك والا هكسره ومن غير تردد
انسابت دموعها وهى تصرخ بانفعال عشان خاطري لو بتحبني بجد نفذ رغبتي ماينفعش اعرضك لخطړ انت كمان
بكى پقهر بسبب هذا الوضع وخارت قوته امام باب غرفتها وجلس ارضا يستند بظهره امام الباب وحاول التماسك وعدم اظهار دموعه
ظنت انه تستسلم لرغبتها عادت الى
الفراش ودثرت نفسها بالغطاء وخلال ثواني كانت فى ثبات من اثر تعب جسدها وارهاقها خلال اليومين الماضيين ولم تشعر بحراره جسدها التى ترتفع ويتساقط العرق من جبينها بكثره ...
فاق من صډمته على رنين هانفه ليجيب على والده وكانه وجد طوق النجاه
ابتعد عن غرفتها ليتحدث بصوته المنكسر ويقص على والده ما حدث وتذرف دموعه المنهمره بحرقه على ما اصاب محبوبته التى تمناها ان تصبح زوجته وتكتمل حياته بوجودها ولا يعلم ما يخفيه القدر لهم ..
طمئنه راؤوف وأخبره بانه سوف يرسل إليه سياره اسعاف لتقلها الى القاهره باسرع وقت لكى تتلقى العلاج اللازم وتظل تحت رعايته بداخل حجر صحي داخل المشفى ...
بعدما أغلق الهاتف مع والده عاد الى حيث كان وظل يسترق السمع فلم يجد شئ سوا السكون ليزاد قلقه ويهتف مناديا باسمها فلم ياتي بالرد ليحاول فتح الباب وهو يسدد له ضربات قويه لكي ينفتح وبعد عده محاولات انفتح الباب على مصرعيه ليركض الى فراشها يتأمل وجهها الشاحب وجبات العرق المتناثره اعلى جبينها ليتحسس جسدها بقلق ليجد حرارتها المرتفعه انسابت دمعه حارقه اعلى وجنته وكتم صرخته بداخله وغادر الشقه فى عجاله لياتي بخافض للحراره وبعض الفيتامينات لتساعدها على تقويه المناعه لكي يهاجم جسدها هذا الفيروس اللعېن وابتاع بعض الكمامات والقفزات لكي يظل جانبها ولا ترفض وجوده بعدما ترا انه ياخذ الاحتياطات اللازمه ..
لم يعلم احد حتى الان باصابه ايسل لم يبلغ راؤوف احد ولكن ظل اسر شاردا يشعر بالضيق والاختناق قد عاد اليه ثانيا فانتابه القلق على شقيقته وحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا و
لكن دون جدوى فقرر الاتصال بعاصي ولكن الأخير لم يجيب على هاتفه فقد كان منشغل باعطاها حافض الحراره والادويه الذي جلبها ويظل ينظر لساعته بين الحين والآخر ينتظر قدوم سياره الاسعاف المجهزه لكى تصطحبهم الى القاهره ...
فى ذلك الوقت قرر رامي قرارا مصيريا فاجراء اتصالا هاتفيا بوالد روعه يطلب منه زيارته بمنزله وافق الأخير وإعطاء عنوان منزله ليستعد رامي لمغادره الفيلا بعدما ودع الصغيرتين وتاكد من وجود روعه الان بعملها داخل الشركه فلا يريد ان يلتقي بها الان يريد ان يفاجئها والدها بم هو مقدم عليه ...
وخلال نصف ساعة كان امام باب المنزل يدق الجرس ليفتح له اسامه ويستقبله بترحاب فهو على علم مسبق بزيارته ولكن يغفل عن سبب تلك الزياره ...
_
الفصل السادس والثلاثون
منعه عاصي من الاقتراب ولكن اسر حاول افلات نفسه لېصرخ عاصي مناديا بباسل صديقه ليمنعه هو الاخر من الاقتراب .
ايه اللى أنتو بتعملو ده أنا عايز اطمن على اختي أنتو فاهمين ابعدو عني ..
تحدث عاصي وهو مازال محاوطه ايسل هنا هتكون تحت عنينه وهتطمن عليها بس لازم تكون فى حجر صحي وأنا هكون جنبها ماتقلقش
وانت ليه أنا روحت فين
ابتسم عاصي لاسر وهو يتركه بعد أن تاكد من ابتعاد ايسل ووضعها بغرفه خاصه لتلقى العلاج اللازم ..
عشان انا كنت معاها ومخالط حالات يعنى انا كمان هاخد نفس العلاج وابعدو عني بقى لانقلكم الكورونا
تحدث جاسر من خلفه ابعدو عن الفيروس ده عقموه
ضحك عاصي بقوه ونظر لهم بجديه أنا لازم اتابع حاله ايسل مش فاضيلكم
وقف اسر امامه بقلق ايسل هتخف مش كده
هز راسه بالايجاب ان شاء الله ايسل قويه وهتقاوم
لسه مافيش مصل للفيروس وخاېف عليها بجد
تنهد بحزن وهو يبتعد عن اسر من امتى بنفقد الامل يا دكتور.
ابتعد عنه متوجها الى غرفه ايسل وقبل ان يدلف لداخل وجد والده يعطيه الملابس الواقيه لكي يرتديها قبل ان يرافق محبوبته بغرفتها ..
داخل منزل اسامه كان يجلس بالصالون برفقه رامي الذي يقص عليه سبب زيارته بمنزله .
اهلا وسهل يابني شرفتنا ونورتنا
بنورك يا حاج أنا عارف ان حضرتك مستغرب الزياره دي
انت تشرف فى اى وقت
تنحنح رامي قبل ان يتحدث بما