رواية سمرائي أنتي حقي سمرائي للكاتبه سعاد محمد سلامه
سقطت واغشي عليها من هول الصدمة..
تمرد ١٢
البارت الثاني عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
في صباح يوما جديد بعد ليلة دا. مية من الحزن على فقي. د الشباب بل فقي. د القلوب
الأخ الحنون الصاحب الأمين الأبن البار الزوج الحبيب.... بل ليلة كعاص. فة هو. جاء تتله. م قلوبهم. مازالت تجلس عائلة الألفي في المستشفى على فقيدهم الغالي
اللعب الطعام
كل شئ أمامه لم يقتنع أنه لم يراه مرة أخرى.. ابتلع غصة مر. يرة في جوفه ودلف إلى غرفتها.. وجدها تغفو على فراشها كالملاك لا تشعر بما يدور حولها تغرس يد. يها ببعض الإبر والمحاليل.. جلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها
يارب لطفك بينا وبيها يارب خفف وأزل حزنها.. ظل بعضا من الوقت بجانبها... دخلت والدته وتبادلت النظرات بينهما
لسة مافقتش ياصهيب
أغمض عيناه پألما ثم أردف بكلمات حزينة
النوم أحسنلها ياماما.. الله يكون في عونها ويصبرها ويصبرنا جميعا
وقف واليأس على ملامح وجهه هو يعلم أن القادم سيكون صاعقة على رؤس الكل
تحرك للخارج مغادر بحثا على آخيه... وجد سيف يخرج من غرفة العناية التي يحجز بها ماجد... نظر له صهيب واردف متسائلا
حاول تمالك حزنه
مشفتش جواد
ضيق سيف عيناه
هتلاقيه عند غزل هو مسبهاش خالص
لا ماما بتقول حازم اللي هناك.. طيب خليك مع بابا أنا خاېف عليه وأنا هنزل أشوف أخوك راح فين
عند جواد
خرج إلى حديقة المستشفى يحاول أن يستنشق بعض الهواء.. يت. نفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره جبلا أو صخرة تمنع تنفسه... جلس واضعا رأسه بين يديه وكلمات عاصم تتردد بآذانيه
يشعر بوجود سيف موضوع على عنقه وسوف
يقوم بذ. بحه... أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك دموعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه... ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل
وصل صهيب وجلس بجواره
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منه.. نظر لصهيب وتحدث بصوتا مرتجف رغم حزنه ووجعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله
جاسر وصاني ياصهيب وصية تقسم وسطي ومش بس كدا ممكن تدبحني بعد كدا
نظر له پصدمة متفاجأ بكلمات آخيه
وصية إيه دي ياجواد
عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد
فلاش باك
وصلوا إلى المستشفى
جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبير.. هستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة... كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات
أمسك يد جواد ونظر لداخل عينيه وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من شفتيه مماجعل جواد يخفض رأسه حتى يستمع له جواد لو مخرجتش عايش وصيتي الوحيدة غزل... غزل أوعى تتخلى عنها.. عارف بوصيك بحاجة فوق طاقتك بس إنت الوحيد اللي تقدر تنفذها..... اتحرمت من حنان الأم والأب.. متعرفش يعني ايه معنى الأم فقدتها متخلهاش تفقد يعني ايه خذلان حبيب.. لو بتحبني وبتحبها زي مابتقول ماتتخلاش عنها الزمن وحش وغدار ياصاحبي والناس مبترحمش عارف هتواجه صعوبات بس إنت قدها... جره المسعف لغرفة العمليات... وظل جواد ينظر في أثره وهو فاقد الحركة والنطق... يدعو بقلبه قبل لسانه عودته مرة أخرى بينهم
نظر لصهيب بعد ماقص ذكراه من حديث جاسر
مسح وجهه بكفيه يقاوم وجعه وحزنه
ربت صهيب على ظهره
هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنفذ الوصية من غير خسارة
أمسك مقدمة رأسه يقاوم ألما رهيبا يفتك به.. لا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصية.. قاطعهم اتصال ندى
غصة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف
ودي ذنبها إيه في اللي بيحصل سواء مني أو من القدر... زفر صهيب بضيق
ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ
قاطعهم رنين هاتف سيف
صهيب غزل فاقت ومحدش قادر
يهديها تعالى بسرعة... وقف صهيب سريعا
غزل فاقت وحالتها صعبة
أسرع كلا منهما إليها... جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها... صهيب الذي يسبقه اخويته لها
وصل بسرعة البرق وجدها تصرخ ونجاة والممرضة يحاولون
تهدئتها
ضمھا جواد إلى أحضانه حبيتي أهدي خلاص أنا جيت... أخرجها من أحضانه ومسح دموعها التي سقط. ت على قلبه كحمم بركانية... كانت تغلق عيناها بۏجعا وألما
فتحت عيونها الرمادية الجميلة التي أصبحت دامية ثم نظرت إليه وأردفت بصوت باكي
عايزة أشوف أخويا قبل مايغسلوه لو سمحت.. عايزة ألمسه لأخر مرة... عايزة أشم ريحته لأخر مرة... كل حاجة بتر بطني بيه هتكون لأخر مرة .. ياجواد
أنا النهاردة لتاني مرة أتيتم.. طيب أول مرة محستش بۏجع عشان معشتش معها نظرت إلى عيونه أردفت متسائلة
جواد هو ينفع أروح معاه... الدنيا دي معدتش تلزمني.. هعيش فيها ليه ولمين
أخويا خلاص راح... راح سندي وقوتي... راح حض. ني الدافي.. انا مش عايزة أعيش
إرتجفت أوصاله من كلاماتها ثم جذبها إلى أحضانه
ليه بتقولي كدا ياحبيبتي.. ينفع تسبيني ياغزل... سكنت لبرهة في أحضانه علها تجد الحنان الذي افتقدته في ۏفاة أخيها..
ولكنه ليس أخيها... ولكن شعرت بشعور آخر شعور بنبضات حبيب وليس اخا
بدأت تبكي بنشيج
نزلت دموعها فوق صدره كقطع زجاج تقطع جلده... ارتفعت شهقاتها التي اخترقت جدار روحه وهي مازالت بأحضانه ... ملس على ظهرها بحنان
وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأثناء ووجدته يقوم بإحتضان غزل... ويقف صهيب ونجاة بجانبهم
جواد إنت كويس... نظر لها وهو مازال على حالته... نامت غزل بأحضانه بعدما حقنت بمهدئ
وضعها بهدوء على الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قب. ل جبهتها وهي مازالت مابين اليقظة والنوم... بدأت تهمهم بأسم أخيها
تنهد بحزن ونظر لوالدته
ماما مليكة عاملة إيه
نايمة ياحبيبي لسة سيف عندها أنا جيت لما غزل فاقت وبدأت تصر. خ وتنادي على جاسر
ملس على وجهها
خليكي جنبها ياماما هشوف ندى شوية وراجع
أمس. ك بيد ندى وخرج لحديقة المستشفى
جلس فوق المقعد بظهر منحني وكتفين متهدلتين قټله الۏجع على فراق أعز الأصدقاء... جلست ندى بجواره ومسدت على ظهره
عامل إيه وإزاي دا حصل أنا لسة عارفة من شريف من شوية...
أنا كويس الحمدلله زي ماانت شايفة بحاول أكون كويس... نظرت له بعمق
غزل عاملة إيه وإزاي هتقدر عليها في حالتها دي المفروض تشوف د كتور نفساني
جحظت عيناه من كلماتها
غزل تحت الصدمة ياندى الصدمة كسرتنا كلنا ولولا وجود جاسر كنت زماني
أنا اللي بيب. كوا عليه يعني هو فداني برو. حه.. هي مش مچنونة
إنت قصدك إن جاسر فداك... يعني كنت ممكن تكون
فرك وجهه بكفيه پغضب وحزن
بالضبط كدا.. كنت زماني أنا اللي بتعيطوا عليه
هبت واقفة
هو دا اللي كنت عايزة أكلمك فيه من فترة بس الوقت بيكون مش مناسب
ضيق عيناه ونظر لها مستفهما عن حديثها
مش فاهم تقصدي ايه
فركت يديها وولته ظهرها
شغلك دا ياجواد أنا مش مرتحاله مش عايزة الشغل دا... عندك شركات كتير ليه الشغل المعقد دا اللي ممكن ياخدك مننا
هو ت كلماتها على رأسه كصاعقة... ضيق عيناه ونظر لها مستاءا
أنا مش هرد عليكي عارفة ليه.. عشان مش الوقت والمكان ولا الحالة تستدعى النقاش الأهبل دا.. عن إذنك
زفرت بضيق من عصبيته وتذكرت حديث والدتها بعدما علمت ماصار لجاسر
شغل الظباط دا مش حلو ياندى لازم يسيب شغله هتفضلي عايشة على أعصابك وهو في مهمة وبعدين شغلهم كله أوامر وغير مش هتلاقي منه كلمة غزل ولا حب.. هتعيشي إزاي بقى برنسس ندى اللي الكل ھيموت عليكي لازم يكون عندك شخصية انت مش أي حد إنت ندى الدسوقي المذيعة المشهورة... لو ماأخذتيش موقف هتفضلي طول عمرك تحت طوعه وبعدين يانودي دا دايما جد كدا.. قوليلي جه مرة عزمك على عشا رومانسي.. أو حتى قالك كلمة حب نظرت لها بهدوء ثم قالت.. او باسك بوسة حبيب ياقلبي فكري في كلامي
وقفت وكأنها تائهة ولكنها اتخذت قرارها
وخطت لداخل المستشفى تلاحقه الى غرفة غزل.. قابلها صهيب وهو يجلب قهوة
نظر لها بهدوء
ندى بلاش تشدي مع جواد في الوقت دا لو سمحتي حاولي توقفي جنبه في الظروف دي
وضعت ذراعيها فوق بعضها وضمت نفسها
هو أنا عملت إيه ياصهيب وبعدين هو راح اشتكى مني
ضيق عيناه مستغربا هجومها
أنا معرفش إيه اللي حصل انا بكلمك بشكل عام بعد ما شفت حالته وهو داخل
عند جواد
جلس يمسح وجهه بعصبية بعدما شعر بالإختناق من حديث ندى.. أتى حازم إليه
كنت فين ياحازم وازاي
تسيب غزل وتمشي
استغرب حازم هجومه ولكنه حاول هدوئه بسبب حالته التي رآها
كنت بخلص أوراق الډفن المفروض نخرج جاسر لد. فن دلوقتي بدل عمه الظريف رفض يعمل حاجة بعد هجومك عليه
نظر له بقيلة حيلة.. وحاول تمالك أعصابه
متزعلش مني.. أشفق عليه كثيرا قاطعه بصوتا مرتجف
المفروض نخرجه لمثواه الأخير بعد ساعة
جواد أجمد الكل محتاجك.. عارف اللي جاي صعب بس لازم نقوي بعض
نظر له جواد
كلمت مامتك عرفتها... دخل حسين ياله ياولاد قدامنا آخر مهمة
ماما وخالتوا جايين في الطريق ياعمو قدامهم نص ساعة .. ماما موصياني استناها... نزلت كلامات حازم على عمه كصاعقة شعر بانسحاب رو. حه بعدما تحدث بهذه الكلمات.. كان جواد ينظر بصمت لمتيمة قلبه و حياتهما سويا تمر أمام عيناه لايشعر بما يدور حوله
ربت حسين على كتفه
حبيبي شد حيلك أنا مقدرش أقول غير كدا وربنا يصبرنا على فراقه
الحمدلله لله يابابا... ربنا يصبرنا ويرحمه ويتقبله من الشهداء إن شاءلله.. جاسر مكنش صديق بس لا كان توأم رو حي رغم السن اللي بينا بس كان مجرد نظرة مني كان بيفهم عايز إيه.. اللي زيه مايتعوضش
لله الامر من قبله ومن بعده.. ومانقول إلا مايرضي الله.. ربنا يصبرنا ويصبر أخته عشان إحنا كلنا هننسى ونكمل لكن هي لا دا كان الحياة بالنسبالها .. معرفش هعمل إيه عشان أخليها تحاول تعيش من غيره
دخل سيف... بابا طنط حسناء وطنط ليلى جم بره واقفين مع ماما وندى
خرج حازم سريعا متجها لوالدته.. بينما ظل حسين ينظر للفراغ ويحاول التما. سك أمام أولاده فهل الماضي سيؤثر عليه مرة آخرى... نظر جواد لوالده بهدوء أخرجلها يابابا وأنا شوية وهاجي وراك
أغمض حسين عيناه وحاول أن