الثلاثاء 15 أكتوبر 2024

قطة في عرين الاسد بقلم مني سلامة

انت في الصفحة 46 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

ماټ وهو صغير
قال مراد بحيرة مشوبة بالحدة 
بابا اللى قالى كده .. وعمتى كمان قالتلى كده .. اللى أعرفه ان عندى أخ وماټ واحنا صغيرين
شعرت مريم بالدهشة .. نظر اليها مراد قائلا 
كان عايش مع مين طول السنين اللى فاتت 
شعرت مريم بالتوتر .. ترى أتخبره الحقيقة أم لا .. أتخبره بأمر أم ماجد الموجودة حاليا فى دار المسنين أم تخبره بالسر الأكبر والذى لم تطلع عليه أحد حتى الآن .. ترى لماذا أخفوا عليه أمر أخوه .. لماذا أخبروه بأنه ماټ وهو صغير .. لماذا تجاهلوا وجوده وكأنه لم يولد أصلا .. ألهذا الأمر علاقة بوالدها .. قالت فى نفسها لا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه 
معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة .. لماذا يشعر بأن مريم مازالت تخفى عنه الكثير .. لماذا شعر وهو ينظر فى عينيها بأن هناك سر خطېر تخفيه .. سر أكبر من أمر أخوه الذى لم يعلم عنه شيئا طول تلك السنوات التى ظن فيها أنه مېت .. يجب أن يكتشف الحقيقة .. يجب أن يرغم مريم على اخباره بكل ما تعرفه .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أوقف مراد سيارته أمام النيل ولم يشعر بنفسه الا وآذان الفجر يصل الى مسامعه .. صلى الفجر وتوجه الى البيت .. كان الجميع نيام .. هم بالصعود الى غرفته لكنه أحجم عن ذلك توجه الى غرفة المكتب وافترش الأريكة ونام فوقها .. فى الصباح التف الجميع حول طاولة الطعام .. كان مراد يتحاشى النظر الى مريم الجالسه بجواره ويبدو على وجهه علامات الضيق .. أخذت مريم تختلس النظر اليه الى أن قام فجأة وقال 
أنا ماشى
فى المكتب شعر الجميع بتوتر مراد وعصبيته فى القاء الأوامر على الموظفين .. حتى طارق لم يسلم من تلك العصبية .. صاح مراد 
يعي ايه الشحنة تتأخر فى الجمارك .. أمال بس فالح سافر يا مراد وأنا فى الشركة بدايلك يا مراد
قال طارق بهدوء 
انا مليش ذنب يا مراد وبعدين راجلنا اللى فى الجمارك بيقول ان التأخير
على الكل
صاح مراد پغضب وهو يلقى بأحد الملفات على المكتب بعصبيه 
وراجلنا ده مش قادر يتصرف .. وهى دى أول مرة نشحن فيها .. عمرنا ما اتأخرنا كده .. هو لو مش عارف يعمل شغله يقول واحنا نشوف حد غيره يعرف يمشى الشغل
نظر اليه طارق قائلا 
مراد انت مالك فى ايه بتشاكل دبان وشك ليه .. الراجل مغلطش وقولتلك التأخير على الكل
صمت مراد قليلا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر المكتب فى عصبيه .. توجه الى سيارته ومشى بها على غير هدى .. كان يسير بسرعة عالية وهو يشق طريقه بين السيارات .. كان يشعر پغضب وضيق كبير بداخله .. شعر بأنه ناقم على مريم بشدة .. لأنها لم تخبره بأمر زواجها من أخيه .. وتركته ي .....! حرك رأسه لينفض تلك الأفكار منه .. ظل يردد لنفسه .. هى كغيرها لا تساوى عندى شيئا .. لا فرق عندى بينها وبين أى فتاة أخرى .. لم ولن اشعر باى شئ تجاهها .. قلبي كما هو لم يمسسه أحد .. ولن يستطيع أحد اقټحام أسواره
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها .. وذات مساء عاد مراد الى البيت ودخل غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه .. قالت ناهد بدهشة 
مش عارفه ماله بقاله كام يوم عصبي جدا ومش طايق حد
قالت نرمين 
أنا كمان لاحظت كده
قالت سارة 
أكيد مشاكل فى الشغل .. انتوا عارفين مراد أى حاجه تهمه بياخدها على أعصابه
شردت مريم وهى تشعر بالضيق .. ترى لماذا هو غاضب .. أغاضب لأنه لم يكن يعلم بأمر أخيه وبأنه مازال على قيد الحياة .. أم غاضب لأن مريم كانت زوجة أخيه الراحل .. ثم ما شأنه ان كانت زوجة أخيه أم لا .. فزواجها ب مراد مؤقت وليس زواجا حقيقيا .. نهضت مريم وأحضرت حاسوبها كانت تؤجل تلك المحادثة لكن الوقت قد حان ويجب أن تنهى عملها الذى طلبه منها .. طرقت باب غرفة المكتب فظنها والدته فقال 
اتفضلى يا ماما
ظهرت الحدة فى نظراته عندما رفع رأسه ليجد مريم واقفه أمامه .. قالت مريم بصوت حاولت أن يبدو ثابتا 
انا خلصت الشغل ياريت حضرتك تشوفه قبل ما نوديه المطبعه
مد يده فأعطته الحاسوب وضعه على المكتب أمامه وظل ينظر اليه بعينان بدتا وكأنهما لا تريان ما أمامها ثم قال بقسۏة 
زى الزفت
شعرت مريم بالضيق من تعليقه الخالى من الذوق وقالت

وهى تحاول التحكم فى أعصابها 
ايه بالظبط اللى مش عاجبك فيه
قال مراد پعنف وهو ينظر اليها 
كله .. كله مش عاجبنى
تنهدت مريم وحاولت كظم غيظها وقالت 
يعني تحب أغير التصميم كله من أوله لآخره 
قال ببرود 
أيوة .. واللوجو كمان
نظرت اليه مريم پحده وهى تقول 
بس حضرتك قولتلى من كام يوم ان اللوجو ممتاز
قال مريد بعناد 
غيرت رأيي .. عيدي كل حاجة تانى
صاحت مريم بحنق 
وطالما مكنش عاجبك قولتلى ممتاز ليه كنت قولى انه وحش
قال مراد پحده 
انتى مش هتعمليني أقول ايه وما أقولش ايه
قالت مريم بعصبيه وهى تحمل حاسوبها من أمامه 
شوفلك ديزاينر غيري
نهض مراد من مكانه وأمسكها من ذراع ها پعنف وصاح پغضب 
يعني ايه أشوف ديزاينر غيرك وهو لعب عيال
قالت مريم پغضب مماثل وهى تتطلع الى عينيه 
انتى ليه بتتعامل معايا كده .. مش ذنبي انى كنت مراة أخوك
ازدادت قوة قبضته على ذراعها الى أن ظهر الألم على ملامحها .. لحظات وخفف من قبضته ثم أزاحها تمام وتوجه الى مكتبه وجلس عليه وهو يسند رأسه الى قبضتى يده .. قال بحزم 
اخرجى لو سمحتى
غادرت مريم المكتب وهى تشعر بالأسى صعدت الى غرفته فما كادت تفتح الشرفة لتقف فيها الا ووجدت سهى تتصل بها وتهتف وهى تبكى بحړقة 
أنا ضعت يا مريم
هتفت مريم بدهشة 
سهى بتقولى ايه
قالت سهى وشهقات بكائها تتعالى 
أنا اتجوزت سامر عرفى
صاحت مريم 
يا مصيبتى .. بتقولى ايه .. عرفى يا سهى
قالت سهى 
المصېبة انه منفضلى خالص وبيخلى السكرتيرة تقولى انه مش فى المكتب ومسافر مع انى استنيته تحت الشركة وشوفته وهو بيركب العربية
ثم أخذت تصرخ وتصيح وقد بدا أن أعصابها قد اڼهارت تماما 
أنا ضعت يا مريم ضعت خلاص .. مش هيرضى يتجوزنى
كانت مريم تشعر بالألم وهى تستمع الى صرخات سهى وبكائها فأخذت العبرات تسقط على وجنتيها وهى تقول 
حبيبتى اهدى هيحصلك حاجه
صاحت سهى وهى تصرخ 
أنا مش عارفه أعمل ايه .. اعمل ايه دلوقتى .. لو أهلى عرفوا هيموتونى
قالت مريم بأسى 
طيب انتى فين وأنا أجيلك
قالت سهى بصوت مڼهار
أنا خلاص قررت أموت نفسي فى المكان اللى ضيعنى فيه سامر ..هحرق اللانش اللى حياتى اټدمرت عليه .. اللانش اللى قالى انه أول مكان يشهد حبنا .. ده مكنش حب يا سامر ضحكت عليا يا سامر
ثم قالت بصوت باكى 
ياريتنى كنت سمعت كلامك من زمان مكنش ده كله حصل .. ادعيلى يا مريم ان ربنا يرحمنى ويغفرلى .. بالله عليكي ادعيلى
أنهت سهى المكالمة فشعرت مريم بالفزع وأخذت تردد 
سهى
عاودت مريم الإتصال بها بأصابع مرتجفة لكنها على ما يبدو أغلقت هاتفها .. نزلت مريم ببسرعة واقټحمت مكتب مراد وهتفت وهى تبكى 
مراد الحقنى
هب مراد وقفا والتف حول المكتب ووقف أمامها قائلا 
مالك يا مريم فى ايه 
قالت وهى تبكى 
سهى زميلتى فى المكتب كلمتنى وقالتلى انها ھتموت نفسها .. أنا خاېفة أوى
قال مراد وهو يحاول استيعاب ما قالت 
ټموت نفسها .. ازاى يعني
قالت مريم بأسى 
سامر صحبك اتجوزها عرفى
شعرمراد بالصدمة مما سمع فأخذت مريم تقول 
قالتلى ان عنده لانش أخدها عليه وهى هتروح هناك دلوقتى وتولع فيه وفى نفسها
ثم قالت باكيه 
أرجوك يا مراد ساعدنى
جذبها مراد من ذراعها وأمرها قائلا 
طيب اطلعى بسرعة غيري هدومك على ما أتصل ب سامر
حاول مراد الاتصال ب سامر مرات عديدة دون جدوى .. نزلت مريم مسرعة فقالت بلهفه 
رد عليك
قال مراد 
لا .. بس أنا عارف مكان اللانش بتاعه خدنا هناك قبل كده
انطلق مراد بسيارته وبصحبته مريم التى أخذت تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ سهى وينجيها .. كانت مضطربة للغاية وترتجف من شدة الخۏف والفزع .. الټفت اليها مراد يتطلع اليها .. أمسك كتفها بيده قائلا 
مټخافيش هنلحقها ان شاء الله
أومأت برأسها وهى مازالت تدعو الله عز وجل .. سار مراد بأقصى سرعة الى أن وصل الى المرفأ .. أوقف سيارته فى الخارج ومن حسن حظهما أن مراد كان يمتلك زورقا فى هذا المرفأ فأظهر التصريح للمسؤل ودخل الإثنان وهما يسرعان الخطى نظر مراد يمينا ويسارا ثم قال 
مش فاكر هو يمين ولا شمال
قالت مريم بسرعة 
كل واحد فينا يروح من طريق
نظر مراد الى مريم التى تبتعد وهو يشعر بالضيق لإضطراره تركها بمفردها .. ولكن حياة انسانه فى خطړ ويجب انقاذها قبل فوات الأوان .. أخذت مريم تتطلع الى الزوارق واللانشات على جانبيها وهى تبحث بعينيها عن سهى .. الى أن توقفت فجأة .. كانت سهى واقفة على ظهر اللانش وتنظر الى البحر وتوليها ظهرها ..تمتمت مريم 
الحمد لله .. الحمد لله
نادتها مريم 
سهى .. سهى
لم تلتفت اليها سهى بل بدت وكأنها لا تسمعها
قفزت مريم بحذر الى ظهر اللانش وهى تشم رائحة نفاذه تنبعث من اللانش .. اقتربت من سهى قائله 
سهى
لكن كل شئ حدث فى لحظه .. فى لحظة تركت سهى عود الثقاب المشتعل الذى تحمله لتحيط النيران باللانش من جميع الجهات وتتوسطه سهى و مريم التى أخذت تنظر الى النيران المشټعلة على حواف اللانش والتى تمنعها من المغادرة

.. توجهت مريم
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 64 صفحات