وبقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم
حانقه وهو يهتف
مالك بلهجه مثيره للأستفزاز لأ ليا ولو مبعدتش عن هنا عندي 100 طريقة أبعدك بيهم
شريف موجها نظره صوبها
وهو يردف متهكما هو ده بقي اللي أتعرفتي عليه هنا في أسكندريه ولا أتعرفتي عليه في القاهرة وجرتيه وراكي علي هنا وأديتيني علي قفايا
إيثار وقد أحمر وجهها ڠضبا أخرس ياحيوان أنت فاكرني زيك
شريف بنبرة مرتفعة أمال مين ده!!
الفصل السادس
وكأن الماضي قد عاهد حاله ألا يتركني أنساه فأرسل لي من يعكر صفوي وطاردني حتى في منفاي ..
تجهم وجه شريف بشدة ورمق ذلك الغريب الذي تدخل في الحوار مع إيثار خطيبته السابقة بنظرات شرسة وصاح بنبرة غليظة
أنا خطيبها !
سيطر الإندهاش الممزوج بالصدمة على مالك وعجز عن الرد ببنت شفة .. بينما اتسعت مقلتي إيثار في صدمة واضحة وشهقت نافية
إلتوى فمه ليضيف بإبتسامة قاسېة
وهو انتي مفكرة إنك لما هتبعدي مش هاعرف أوصلك تبقي غلطانة أنا مش هاسيبك إلا لما أخد حقي منك ! أو عندك حل تاني .. نرجع لبعض
صړخت فيه بصوت محتد ويحمل الټهديد وهي تشير بإصبعها
شيل الأوهام دي من دماغك وأنا بأحذرك دي أخر مرة تيجي هنا وإلا مش هايحصلك خير أبداااا
وريني هتقدري تعملي ايه
في تلك اللحظة تدخل مالك ووقف بجسده أمامه ليسد عليه الطريق ثم حدجه بنظرات محتقنة وهتف بصوت قاتم
في ايه يا كابتن هو أنا مش مالي عينك ولا حاجة
رمقه شريف بنظرات مستهزأة وأردف قائلا بسخرية وتهكم
وإنت مين يا حلو .. لأ وفارد عضلاتك أوي
ملكش فيه وأحسنلك يا بابا تمشي من هنا !
لوى شريف فمه ليردد بتهكم
بابا !
تابع مالك حديثه بقوة تحمل الټهديد
الوقتي بابا وبعد شوية هاخليك ماما انت هنا في منطقتي !
أدركت إيثار أن هناك معركة على وشك النشوب بينهما فهتفت بتوسل وهي تنظر إلى مالك پخوف
خلاص يا مالك سيبك منه هو .. هو مايتسهلش
اسمع كلام ال.. الهانم !
أزاح مالك كفه مضيفا بصرامة والشرر يتطاير من عينيه
نزل إيدك عني ! ويالا اتمشى بدل ما أخرشمك النهاردة
رد عليه شريف بعدم مبالاة بعد أن سلط أنظاره على إيثار
وعلى ايه .. خلينا حبايب النهاردة زي ما كنا زمان
ثم حدج مالك بنظرات احتقارية و سار عائدا في اتجاه سيارته وقبل أن يركبها تابع بتوعد
ثم قهقه عاليا وهو يغلق الباب خلفه ..
سيبك منه يا مالك متردش عليه ده .. ده واحد مايسواش
قالتها إيثار بتوجس وهي تدعو الله في نفسها ألا ينفعل مالك ويتشاجر مع ذلك الحقېر
تنهد هو بصوت مسموع وظل هينيه مسلطتين على السيارة إلى أن اختفت في وسط الزحام فعاود النظر إلى إيثار ولم ينطق بكلمة .. بينما ضغطت هي على شفتيها وهمست بحزن
أنا .. أنا اسفة ان كنت دخلت في مشاكلي
نظر لها بحنو وأخفض من نبرة صوته وهو يرد عليها
متأسفيش ده مش ذنبك
ثم أخذ نفسا مطولا وأكمل بحنق وهو يكور قبضة يده
بس البني آدم ده عاوز الحړق
لم تنظر إيثار له بل ظلت مطرقة لرأسها وأضافت بخفوت
أنا هاعرف بابا وعمرو باللي عمله هنا
أشار لها بيده قائلا بجدية
مافيش داعي مش مستاهلة الحكاية
ثم ابتسم لها ليضيف بمزاح
وبعدين لو كان طول شوية كنت اديته باللوكامية في وشه
قطبت إيثار جبينها ورددت بعدم فهم
لوكامية !!
بالبوكس يعني !
ابتسمت له إيثار فهتف مالك بسعادة
ايوه كده اضحكي محدش واخد منها حاجة
وفجأة أصاب إيثار الهلع وصاحت بتوتر
اووف ده انا اتأخرت أوي لازم أروح
نظر لها بإندهاش وهتف بجدية
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
هزت رأسها معترضة وهي تجيبه
لأ مش هاينفع عن اذنك
ثم تحركت بخطوات أقرب إلى الركض لتعبر الطريق فصاح بها مالك
يا إيثار .. استني بس ..!
تنهد بعمق وحاول اللحاق بها ولكنها أوقفت الحافلة لتستقلها فتوقف في مكانه ووضع يده على رأسه ليحكها وحدث نفسه بفضول
يا ترى ايه حكايتك يا إيثار
.
قررت إيثار ألا تخبر عائلتها عما حدث حتى لا يتأزم الوضع ويعلم أخيها فيتهور مجددا مع ذلك البغيض وتتحمل هي اللوم والتوبيخ من الجميع وكأنها المذنبة ..
كذلك خشيت من معرفتهم بصلتها بمالك وبالتالي العاقبة ستكون أشد عليها ...
.
مرت عدة أيام وتكررت اللقاءات بين إيثار ومالك في الحرم الجامعي وفي قاعات الدراسة .. وأحيانا في طريق عودتها للمنزل ..
وشعرت هي بالإطمئنان من قربه خاصة بسبب أخلاقه الكيسة وصفاته الطيبة بالإضافة إلى روحه المرحة ..
كما شعر مالك هو الأخر بالإرتياح من وجودها في حياته المملة .. وإنعكس هذا على طبيعة ألحانه التي يعزفها على آلته المفضلة ..
ولم يخف عن روان ملاحظتها للتغيير الذي طرأ على أخيها وتمنت له السعادة مع من تمكنت من تغييره وإن كانت تعرف هويتها مسبقا .. فهي رفيقة طيبة وانسانة محبوبة ..
كذلك راقبت سارة ابنة عمها من شرفة منزلها ما يحدث بين الاثنين من تبادل للإبتسامات والعبارات أثناء لقائهما .. فزاد فضولها لمعرفة سبب توطيد
العلاقة بينهما وتسائلت مع نفسها بخبث
ايه لم الشامي على المغربي أكيد الموضوع ده فيه إن وأنا لازم أعرفه ...
.....
وذات يوم .. قرر مالك أن يسأل إيثار عن تلك المسألة التي شغلت تفكيره لليال طوال..
فإستغل فرصة إلغاء محاضرتها وطلب منها
ينفع أتكلم معاكي في الكافيتريا شوية
نظرت له بإستغراب وتسائلت
هاه نقعد لوحدنا
ابتسم لها ليجيبها بمكر
لأ مش لوحدنا بالظبط احنا حوالينا زمايلنا وأصحابنا .. كمان مش هنطول دول عشر دقايق بس !
سألته بجدية وهي ترمقه بنظرات مترقبة
هو انت مش عندك محاضرات
هز رأسه قائلا
أه ..
لوى شفتيها لتسأله بإهتمام واضح
طيب مش بتحضر ليه
أجابها بغرور وهو ينتصب في وقفته
ما أنا بأجي في أخر أسبوع وأشد العزم وأعدي
ممم..
ابتسم لها متسائلا بتوسل
ها موافقة نقعد في الكافيتريا شوية
أومأت برأسها موافقة فتهللت أساريره وسارا سويا نحوها ...
..
انتهت إيثار من إرتشاف مشروبها وأسندت الكوب الفاضي على الطاولة فتسائل مالك بجدية
تحبي أجيبلك تاني
نفخت من الضيق وهي تجيبه
لأ مش عاوزة قولي بقى انت عاوز ايه احنا بقالنا فترة أعدين ومش قولت حاجة !
ابتسم لها ليقول بمرح
بأستجمع بنات أفكاري
رددت متسائلة بإستغراب
بنات مين
أردف قائلا بجدية
بأهزر يا إيثار .. أنا مش عاوزك بس تفتكري إني بأدخل في حياتك لا سمح الله كل الحكاية إني .. ان بالي مشغول بقاله فترة على حاجة كده
سألته بفضول وهي ترمقه بنظرات ثابتة
حاجة ايه
اخذ نفسا مطولا وزفره على مهل ليسألها بتوجس
هو ايه اللي عجبك في خطيبك الأولاني
اتسعت مقلتيها پصدمة .. فتابع قائلا بحذر
لو مش عاوزة تردي براحتك !
مطت شفتيها للأمام وأجابته بإنزعاج
مش الفكرة بس .. بس البني آدم ده ما إكتفاش باللي عمله فيا كمان آآآ...
ترددت هي في إخباره بما حدث معها ومع عائلتها وطأطأت رأسها منكسرة ..
أنا أسف لو كنت ضايقتك انسي اللي قولته كله
قالها مالك وهو يلوم حاله بشدة لتسرعه في طرح ذلك السؤال عليها وتوجس خيفة من أن تتركه وترحل مبتعدة عنه وترفض الحديث معه مجددا ولكنه تفاجيء بها تتابع بصوت شبه مخټنق
أنا مكنش بيني وبينه قصة حب أو غيره .. أنا .. أنا كنت زي أي بنت جالها عريس مناسب فإتقدملها وأهلها سألوا
عليه ووافقت .. لكن ..آآآ...
صمتت للحظة لتسيطر على حالها وتابع بحزن
لكن للأسف طلع عكس ما كنا مفكرين وأنا اللي كنت عبيطة ومصدقتش اللي اتقال عنه
سألها بإهتمام وهو يتطلع إليها بتفرس
تقصدي ايه
ردت عليه بتنهيدة مطولة
كان لافف وداير ومصاحب بنات كتير وأنا .. وأنا مكونتش أعرف ده لحد ما
..
Flash Back في وقت سابق
خرجت إيثار بصحبة رفيقتها مروة من محل الزهور بعد أن إبتاعت باقة ورد حمراء مميزة .. وابتسمت لها متسائلة بسعادة
تفتكري شريف هايفرح بالورد ده يا مروة
ردت عليها رفيقتها بثقة
أكيد طبعا يا بنتي هو كل يوم بتجيله ترقية وبعدين الورد مش جايله من أي حد .. ده منك خطيبته !
قبلتها إيثار من وجنتها وقالت بإمتنان
حبيبتي يا ميرو يا ريت يقدر ده لأحسن كل شوية يعمل خناقة ونتخاصم ويستنى مني أصالحه
هزت رأسها لتقول بخفوت
معلش هما الرجالة كده بيحبوا الواحدة اللي تحسسهم بقيمتهم ..
أها .. هو هيخلص شغله في الشركة كمان ساعة
أردفت مروة قائلة بهدوء
طيب تعالي نستناه في الكافيه اللي جمب شغله وقرب ما يخرج تطلعي تستنيه عند باب الشركة وتهاديه بالورد
اوكي ..
وبالفعل تحركت الاثنتين في إتجاه المقهى الحديث المجاور لمقر عمل خطيبها شريف ..
بحثت إيثار بعينيها عن طاولة شاغرة لتجلس عليها ولكن وقعت عينيها مصادفة على شريف الذي كان يقهقه عاليا وبصحبته إحدى الفتيات صارخات الجمال .. فتسمرت مكانها مصډومة وحدقت فيه بعدم تصديق ..
لم يختلف حال رفيقتها مروة عنها كثيرا فقد كانت هي الأخرى مذهولة مما تراه ..
رأت الاثنتين شريف وهو يمد كفيه ليمسك بيدي الفتاة ومن ثم رفعهما إلى فمه وقبلهما بعاطفة واضحة ..
إرتخى ذراع إيثار الممسك بالباقة وكذلك انفرجت شفتيها للأسفل لتصرخ بإسمه پغضب
شريف !
صدم الأخير حينما سمع صوتها وإستدار برأسه ناحيتها وجحظ بعينيه بتوتر رهيب ..
اڼفجرت إيثار صاړخة بصوت جهوري
انت .. انت يا شريف انت بتعمل كده ! و.. وبتضحك عليا وتستغفلني ! هونت عليك تخدعني وآآ... وتعرف عليا غيري !
نهض عن مقعده واتجه نحوها وأردف قائلا بتلعثم
انتي .. انتي فاهمة الموضوع غلط
صړخت فيه بإنفعال وهي تشير بيدها
انت كداب .. أكبر كداب ومنافق شوفته وعرفته في حياتي !
ثم ألقت بالباقة في وجهه وإنصرفت وعبراتها تسابقها في الإنسياب على وجنتيها
نظرت له مروة شزرا وأضافت قائلة بسخط
حقيقي هي خسارة فيك !
ركض شريف مسرعا ليلحق بإيثار وهتف بصوت لاهث
استني يا إيثار إنتي فهمتني اللي حصل غلط .. دي .. دي زميلتي
رمقته
بنظرات حادة وأكملت پغضب
أنا شايفاك بعيني وطالما انت قبلت تعمل كده وأنا خطيبتك يبقى الله أعلم هاتعمل ايه وأنت متجوزني
ثم نزعت خاتم الخطبة من إصبعها وألقته في وجهه لتضيف بصوت محتد
خد دبلتك أنا مش عاوزاك
نظر لها مصډوما وتسائل بنبرة مشدوهة
ايه اللي عملتيه ده
ردت عليه بصوت مخټنق
اللي كان لازم يتعمل من زمان وشبكتك تيجي تاخدها من بابا عن اذنك
إحتقنت عينيه بشدة وهتف بصوت شبه غاضب
مش أنا اللي واحدة
تسيبني يا إيثار
ردت عليه بټهديد صريح
حاسب من سكتي لأصوت وألم عليك الناس وأعملك ڤضيحة
إلتوى فمه ليقول بنبرة عدائية
لأ الڤضيحة دي أنا اللي هاعملهالك
لم تفهم إيثار ما الذي يعنيه بعبارته الأخيرة تلك ولكنها ابتلعت ريقها وأظهرت شجاعة عجيبة وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تركته