الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية مر الإهمال بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

 


كده مش أنت الي عملتي ده وأنا مشيت علي عملتك !
زفرت پاختناق وقالت 
مانا ندمت بصراحه مكنش المفروض اعمل كده .
آتاها صوت سلوي الحاد 
وعملت يبقي تترزعي وتكملي الي عملتيه أنت مش عيله صغيره عشان تعملي حاجه وترجعي تقولي مكنش قصدي ثم لو هو جعان يقدر يطلب دليفري .
وللحق لم تستطع سلوي أن تقسي قلبها علي ابنها فبعثت له بأخيه الذي تحجج أنه الآخر لم يستطع أن يأكل وطلب وجبه سريعه له ولأخيه وهذا ما جعل أمنيه تهدأ وتتخلص من تأنيب ضميرها لها .

والكثير من المواقف المماثله حدثت منذ عودتها وجميعها يقابلها يزن بهدوء تام بل وأيضا عاد اهتمامه الحقيقي ليغزو حياتهما رغم الأسلوب الذي تتعامل به .
قطع هذا التواصل وهذا القرب المحتم ۏجع رهيب كاد يفتك ببطنها فصړخت فجأه حتي أفزعت هذا التائه في مشاعره 
ركض لها وهو يهتف بفزع 
أمنيه أنت كويسه فيك اي 
تابعته سلوي وهي قد ظنت أنها أحد الاعيبها للأبتعاد عنه فقالت بهدوء 
تلاقيه دور برد ولا حاجه هاخدها الاوضه ترتاح وهتبقي كويسه .
نظرت لها أمنيه تهتف بجزع وهي تفهم ما قد توصل إليه عقل سلوي من تفكير 
لأ لأ ياطنط أنا مش كويسه بطني بتتقطع .
حينها أدركت سلوي أنها لا تتلاعب فيبدو أن الأمر حقيقي صړخة فزع خرجت منها ما إن شعرت بشئ يسيل بين قدمها وبالفعل ظهرت بعض الډماء تلوث ثيابها .
وكأن سهام انغرزت بجسده وهو يري تلك الډماء التي بدأت في الظهور تبعها صړخة سلوي الملتاعه تبعها سقوط أمنيه في دوامه سوداء ابتلعتها برحابه كل هذا لم يستغرق ثانيه واحده ! وجسده كمن خشب محله فقط عيناه تكاد تخرج من مقلتيها وقلبه يصدر ضجيج عڼيف يكاد يخترق صدره .
يتبع

البارت الأخير ..
خير يا دكتور طمني أرجوك أمنيه كويسه والي حصل ده من أي و....
اهدي بس يا بشمهندس يزن مفيش داعي لكل القلق ده وأنا هجاوبك علي كل أسئلتك خد نفسك بس .
كان هذا رد الطبيب الهادئ وهو يبتسم لكي يطمئن يزن التي بدي وجهه أقرب لشحوب المۏتي ولحسن حظ أمنيه أن الطبيب الأربعيني يسكن في الفيلا المجاوره لهم فكان الأقرب حلا لعقل يزن وقد حالفه الحظ بأنه قد وجده في منزله بالفعل أكمل حديثه وهو يشرح له مع خروج سلوي التي وقفت تتابع حديث الطبيب الذي قال 
الڼزيف اللي حصل للمدام بسبب ضغط عصبي أو إجهاد بدني الحمد لله إني قريب منكم أنا أديتها حقنه هتوقف الڼزيف تماما وهكتبلها علي اسمها تاخد منها مرتين كمان والأهم من كل ده تروح بكره للدكتور الي متابعه معاه ويفحصها وتعرفوه الي حصل عشان يكتب الأدويه المناسبه وتكونوا حرصين جدا وانتوا رايحين له وبلاش سرعة العربيه تكون عاليه .
قطب يزن حاجبيه بقلق وعدم فهم في آن واحد ولكن القلق ازاد عنده فعن أي طبيب متابعه يتحدث ولما كل هذا الحرص والحذر .
علي عكسه تماما فقد فطنت سلوي حقيقه الأمر ولكن عقلها أبي التصديق فعامان ونصف مروا ولم يحدث فيهم أي حمل نعم قد أخبرهم الطبيب الذي زاروه لمره واحده أن ليست هناك اي مشاكل لديهم والأمر مسأله وقت ليس إلا ولكن الأمر كان يقلقها كثيرا فكانت أعظم أمانيها أن تسمع خبر كهذا يوما .
قال يزن بعدم فهم تام وهو مقطب الحاجبين 
دكتور اي الي متابعه معاه وتتابع معاه لي ولي كل الي بتقوله ده أنا مش فاهم حاجه .
فهم الطبيب أن ليس لديهم علم بالأمر فقال باستغراب 
واضح أنكم معندكوش علم بحملها بس ازاي دي في آخر الشهر التاني ويمكن دخلت في التالت !
اتسعت عيناه پصدمه وقد اهتزت مشاعره لهذا الخبر المفاجئ حامل ! حقا ! بعد عامان ونصف يأتي الحمل الآن وهما في مرحله غير مستقره تماما يعلم استحالة انفاصلهما ولكن يبقي التوقيت غريب ورغم هذا لم يشغله الأمر كما شغله حقيقته أمنيه تحمل بطفله هنا نقطة ومن أول السطر مشاعر جديده غزته شعور رائع لا هو الأروع علي الإطلاق علاقتهما ستقوي ستقوي كثيرا سيأتي ثمرة حبهم سيأتي ما يوثق علاقتهما ويخلدها حتي بعد ذهابهم الأمر رائع .
اتسعت ابتسامة سلوي وهي تقول بابتهاج كبير 
بجد يا دكتور يعني حضرتك متأكد 
رد الطبيب بتأكيد 
طبعا يا فندم متأكد ولازم تتابعوا مع دكتور نسا عشان يطمن علي وضع الجنين .
أستفاق يزن أخيرا من تخمة مشاعره وقال بلهفه ونبره تغمرها السعاده 
طبعا يادكتور أكيد هنعمل ده أنا متشكر أوي لحضرتك بس .... هو يعني مفيش خطړ عليهم يعني الڼزيف الي حصل ..
قال نبرته الأخيره بقلق عارم فقاطعه الطبيب وهو يقول 
مش كل ڼزيف بيحصل للحامل بيكون إجهاض يا بشمهندس في حالات كتير بيحصل ڼزيف والحمل بيستمر بس طبعا بيحتاج راحه تامه شهر او اتنين حسب ما يحدد الدكتور المتابع وبتاخد أدويه تثبيت للحمل كمان الڼزيف الي حصل لمدام أمنيه مش كبير ده يعتبر ڼزيف بسيط بس ياريت تبعد عن أي إجهاد سواء بدني أو نفسي وده أهم حاجه في الفتره دي .
ردت سلوي سريعا 
متقلقش يا دكتور هنعمل كل الي حضرتك بتقول عليه .
أومئ بهدوء قبل أن يتجه للخروج ويوصله يزن للخارج شاكرا إياه للمره التي لا عدد لها عاد سريعا ليدلف لغرفتهما وجد والدته تجاورها وهي ما زالت نائمه وقفت متجه إليه وقالت وهي تضع كفها فوق كتفه 
أنا هنزل ياحبيبي شقتي الف مبروك وربنا يباركلكوا فيه ويتربي في عزك أنت وأمه . 
جذب كفها يقبله بابتسامه وهويقول بأعين تلمع سعاده 
ويتربي في خيرك ووجودك يا أمي .
نظرت له نظرات ثاقبه قبل أن تقول 
صفي أمورك مع مراتك يا يزن أنت سمعت الدكتور قال أي بلاش ضغط نفسي والضغط مش هيزول إلا لو زالت الخلافات الي بينكوا .
تنهد بعمق وهو يدرك أحقيه والدته في الحديث وقال بابتسامه 
عنيا هصلح كل حاجه بينا وهنبدأ من أول وجديد بقواعد جديده وأهم حاجه ميكونش جوه أي حد فينا أثر للقديم .
ابتسمت برضا علي عزيمته الصادقه التي تراها قبل أن تغمغم 
ربنا يصلح لكم أحوالكم يابني .
ناهد خالد 
مرت نصف ساعه أخري قبل أن تبدأ بالإفاقه فتحت عيناها ولكنها شعرت بشئ صلب أسفل رأسها حاولت رفعها لتتبين ما يحدث لكن كان هناك شئ ما يعيقها سمعت صوته المألوف يهمس من فوق رأسها 
بطلي فرك بقي .
سبني يا يزن اي اللي أنت عامله ده  
غمغمت بها بضيق وهي تحاول التملص منه .
وأخيرا أطلق هو صراحها واعتدل بنومته وهكذا فعلت هي هتفت بتساؤل وهي تنظر لثيابها المبدله .
هو اي الي حصل ومين غيرلي هدومي 
نظرت له فوجدت تلك النظره العابثه تتراقص في عينيه فشهقت بفزع قبل أن تقول 
نهارك مش فايت أنت ازاي تسمح لنفسك تغيرلي هدومي أنت اټجننت ! 
رفع حاجبه باستنكار وقال 
سلامة عقلك يا بيبي اټجننت ! لو مكنتش أنا هغيرلك هدومك مين هيغيرها أمي ! 
ضغط علي أسنانها بغيظ قبل أن تحاول النهوض فأمسك يدها سريعا يقول 
أنت مش عاوزه تعرفي الي حصلك ده من أي 
كانت ملامحه جاده جامده أثارت فيها القلق فأومأت بصمت تنهد وأمسك كفها وأدار نفسه ليصبح جالسا أمامها 
بصي الي حصلك ده كان ڼزيف بس الحمد لله الدكتور لحقه أمنيه .... أنت حامل .
لم ترد عليه لم تبدي أي ردة فعل لحظيه لكن بعد ثانيتان تقريبا بدأت حاله غريبه تحدث لها إذ كانت ابتسامتها تتسع وتندثر لمرات متتاليه وكأن الجنون قد أصابها! تسارعت أنفاسها ما إن استوعبت حديثه حامل ! أتحمل طفلا بداخلها الآن ! وللتو انتبهت أن عادتها الشهريه انقطعت عنها منذ فتره ولكن في ظل كل الظروف الحاډثه لم تنتبه للأمر نظرت له بأعين مترقرقه لم تتذكر أي شئ بينهم سوي هذا الخبر الذي عرفته الآن .

كبحت ابتسامتها وصمتت سحب يدها وهو يقول 
تعالي نبدأ من أول وجديد وعشان نعمل ده لازم نقفل القديم . 
رفعت نظرها تنظر له مستمعه اقترب منها وهو يقول 
كده عشان نعرف نتصافي .
حاولت إبعاده وهي تقول بتزمر 
هنتصافي ازاي كده يعني ابعد يا يزن متأثرش عليا بالطريقه دي .
ابتسامه عابثه زينت ثغره وهو يقول 
يعني بتعترفي اهو إن بيأثر عليك اومال عملالي فيها استرونج وومن لي 
لکمته بيدها في صدره وهي تقول 
بطل بقي المهم قولي ازاي بعد الحمل لسه ثابت 
كتم ضحكته وهو يقول 
أصل الواد تبت زي أبوه قافش فيك وحالف ما ينزل .
لم تكبح هي ضحكتها فانطلقت ضحكتها تعم أرجاء الغرفه .
هدأت ضحكتها وقالت بجديه 
طيب المهم قول الي أنت عاوزه انجز يلا . 
امتدت أصابعه لتقرص جانبها برفق فتلوت مصدره صرخه خافته 
أي يابت ده هو أنا بشحت منك عشان تقولي انجز يلا !
رفعت رأسها تنظر له بغيظ وقالت 
أنت عمال تطول وأنا واخده بالي كده كده هنتكلم فبدأ يلا .
تحولت ملامحه للجديه وهو يعدلها لتصبح قبالته وقال بهدوء 
اوعديني أنك هتسمعيني وتسامحيني أهم حاجه ونبدأ من جديد .
أومأت بهدوء وتنهدت تقول 
حتي لو احنا غلطنا ابني يستحق ناخد فرصه تانيه عشانه . 
ابتسم مشجعا قبل أن يقول 
هبدأ بيوم الحاډثه أنا يومها مكنش عندي اجتماع .
قال الأخيره بتوتر وجف ريقه لما هو آتي نظرت له تشجعه ليكمل حديثه وقالت بجمود لم تستطع مداراته 
كمل يايزن كنت مع دينا 
نفي سريعا قائلا 
مكنتش معاها بالمعني المفهوم
 

 

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات