عشق الهوى بقلم نونا المصري
حبة تساوي الكثير وخصوصا في تلك الفترة حيث كان سعر الخضراوات باهظ جدا وفي الوقت ذاته اتت سيارة مسرعة كانت هاربة من الشرطة ولم يستطيع السائق ان يسيطر على السرعة فصدم المرأة التي لم تكن منتبهة مما ادى الى سقوطها على الارض بجراح خطېرة جدا.
وما هي الا دقائق حتى تجمهر الناس حولها واخذوا يتمتمون فيما بينهم اما الشرطة فقد استطاعوا ان يمسكوا بالرجل الذي صدمها كما انهم توجهوا نحوها واخذوا يبعدون الناس وقام احدهم بالاتصل بسيارة الإسعاف ولكن الحظ لم يكن حليفها حيث انها ټوفيت على الفور بعد ان اصطدم رأسها بزجاج السيارة الأمامي وسبب لها ڼزيفا حادا في المخ .
كانت تمشي في الشارع بعد ان خرجت من عملها لتذهب الى المدرسة التي تدرس بها اختها مرام من اجل ان تدفع رسوم اخر الشهر لقد حصلت على مرتبها من مالك المقهى وطلبت منه الاذن لكي تذهب الى المدرسة وتدفع قسط تدريس اختها وبينما كانت تعد المال وردها اتصال هاتفي فوضعت المال في محفظتها ثم اخرجت هاتفها من جيب سترتها وابتسمت عندما قرأت اسم ست الحبايب ثم اجابت ايوا يا ماما.
في تلك اللحظة تسلل الخۏف الى قلب مريم فقالت ايوا يا فندم... انا بنتها الكبيرة بس انت تبقى مين وفين أمي دلوقتي
الضابط انا ابقى الضابط مع الاسف والدتك حصل لها حاډثة في منطقة ومع الاسف هي اټوفت على طول.
فأجابته بصوت يكاد يختفي ا.. ايوا.. ا.. انا سمعاك.
الضابط من فضلك يا ريت تيجي مستشفى دلوقتي علشان تتعرفي على الچثة ... والباقية في حياتك .
وعندما وصلت الى المستشفى نزلت من سيارة الأجرة بعدما وضعت المال في يد السائق حتى بدون ان تنظر الى المبلغ ثم ركضت الى داخل المستشفى وذهبت الى قسم الاستقبال فسألت الموظفة وهي تبكي لو كان قد تم نقل چثة أمرأة في الخمسين من عمرها تعرضت لحاډث فأخبرتها بأن تذهب الى قسم المۏتى في الطابق السفلي لان ما تقوله كان ينطبق على تلك المرأة التي احضرتها سيارة الاسعاف قبل ساعة.
فتنهد الضابط وقال مع الاسف يا بنتي... احنا اتأكدنا من بطاقة الهوية واتضح ان الست اللي جوا دي هي سعاد صالح بس لازم نتأكد من ان الست دي مش وحدة شبها علشان كدا عايزينك تتعرفي عليها.
وبالفعل دخلت مريم الى تلك الغرفة الباردة والمخيفة حيث كانت چثة امها ممددة على تلك الطاولة وفوقها غطاء ابيض... وقفت ترتجف بشدة قبل ان تنظر الى الضابط وتهز له برأسها لكي يبعد الغطاء عن الچثة... وعندما فعل ذلك ونظرت إلى چثة امها التي تحول وجهها الى اللون الأبيض المائل الى الازرق بكت بكاء شديد واخذت تصرخ قائلة لاااااااااااااء...دي مش ماما ماما لسه عايشة !
ثم اڼهارت على الارض وهي تبكي بحړقة شديدة.
تسارع في الاحداث.....
مرت ثلاثة ايام على مۏت السيدة سعاد عاشت مريم واختها مرام خلالها اسوء ايام حياتهن لان امهن قد ټوفيت ولم يتبقى لهن اي احد سوى بعضهن وبعدما انتهى العزاء لم تخلع مريم الاسود حزنا على امها ولم تعد تذهب لكي تبحث عن عمل في الشركات فقط استمرت بالعمل في المقهى واصبح كل همها جمع المال للاعتناء باختها مرام التي سائت حالة قلبها بعد مۏت امها حيث انها تعاني من قصورا في القلب منذ ولادتها واي مجهود صغير قد يتعبها.
وهكذا مرت 6 اشهر لم يتغير خلالها اي شيء في حياة مريم واختها مرام فقط كانت الكبرى تعتني بالصغرى وتعمل بجد اما الهام فلم يعجبها وضع صديقتها المقربة ابدا وقلقت عليها كثيرا حيث ان مريم لم تنزع الاسود ابدا وكأنها فقدت رغبتها في الحياة لهذا اخذت الهام تلح عليها لكي تنسى ما حدث وان تتابع البحث عن عمل في احدى شركات التكنولوجيا ولكن لا حياة لمن تنادي