الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية غرام بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 3 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


تروحي ليهم يقوموكي عليا كأني أكلت ورثهم و أنا مش عارف
لاء وأنت الصادق بتذل بنتهم و بتهينها ديما و مش بتتفاهم معاها غير بالضړب علي طول ياريتني ما كنت أتجوزتك يا أخي
جلس علي الكرسي أمامها ووضع ساق فوق الأخرى يخرج علبة السچائر من جيب قميصه القطني و القداحة يشعلها وينفث دخانا كثيفا يخبرها بتعجرف
و الله ما ضربتكيش علي إيديكي عشان تتجوزيني و أنتي عارفة طباعي كويس

أدركت ما يرمي إليه من أمر تحاول نسيانه منذ ثلاث سنوات تتمني أن يعود بها الزمن وتغير كل ما حدث لكن ما الفائدة من كلمة
ياليت كلمة ظاهرها ندم و باطنها حسرة وچرح لن يندمل.
اجتازت غرام مسافة كبيرة سيرا علي الأقدام حتي وصلت أمام متجر لبيع الملابس و مستلزمات المرأة وقفت قليلا تلتقط أنفاسها قبل أن تولج إلي الداخل تعلم ما ينتظرها كل يوم في الصباح و المساء...
سلام عليكم
ألقت التحية فأجابت السيدة رشا بتحية مماثلة ثم أردفت
جيتي في وقتك يا غرام المرة دي جايبة تشكيلة عبايات و فساتين هاي كوبي من براند مشهور العباية عندهم ممكن تعدي الألف جنيه لكن إحنا هنبيعها ب 300 وبس و تبقي شاطرة لو خليتي العرض اللي تاخد عبايتين يبقي ب 500 وعليهم طرحة وبندانة هدية
ترددت غرام أن تخبرها بما يدور في رأسها فهي تعلم خصال هذه المرأة الأربعينية تبدو أمام الناس مرحة و ذات قلب حنون لكن يظهر معدنها عند الڠضب لذا اكتفت الأولي بقول مقتضب
ما تقلقيش هاعمل زي ما حضرتك قولتيلي
ابتسمت الأخرى فأشارت إليها
طيب أقعدي إستريحي علي الكرسي ده عقبال ما أطلع أجيبلك الحاجة ونازلة
وقبل أن تتفوه غرام بكلمة رأت الفرح يتراقص في عينين رجب شقيق رشا هذا الشاب الثلاثيني الذي لا يعرف معني للمروءة والشهامة يعيش بغرائزه الحيوانية كما يحلو له يركض خلف كل ما هو صعب المنال و يزداد تشبثا إذا كان هذا المنال يتجسد في غرام الفتاة الشرسة أمام كل ضبع يظن إنها فتاة ضعيفة فبرغم إنها لا تمتلك جمالا ساحرا أو عيون ملونة بل ملامحها مثل أغلب الفتيات المصرية البشرة القمحية والعيون ذات اللون البني ترتدي وشاحا يغطي خصلات شعرها ما بين الأسود والبني غالبا تعقصه علي هيئة كعكة محكمة بربطة شعر مطاطية جسدها ما بين الرفيع و الممتلئ و مع كل ذلك فهي أنثى بالنهاية و لو امتلكت جمالا وسطا فمازال يطمع فيها أمثال رجب فالمحرك لدي هؤلاء الضباع ما هي إلا الشهوة!
عندما ذهبت شقيقته ترك عصا النرجيلة من يده علي المنضدة ونهض فاقترب من غرام سمع صوت زفيرها الذي يخبره عن عدم تحملها لوجوده جوارها
مفيش صباح الخير يا رجب أو عامل إيه يا ريجو أي كلمة حلوة تطري علي القلب منك للغلبان اللي هو أنا يعني
ألتفت إليه و علي وجهها كل إمارات الڠضب
غلبان! قصدك تقول أنت تعبان و ياريت تبعد عن وشي عشان لما بشوفك اليوم بيقفل
اجفلها بصوته المزعج
جري إيه يا بت أنتي نسيتي نفسك و لا إيه! أومال لو كنتي حلوة ده كلك علي بعضك ما تسويش في سوق البنات قرش واحد
فعلا ما أساويش قرش لأن اللي زيي ما بيتقدروش بالفلوس إحنا غاليين أوي لكن أنت بقي في نفس السوق ده ما تساويش ربع جنيه
ظل يعيد كلماتها في رأسه حتي أدرك الإهانة التي وجهتها إليه أو ربما قصف جبهة جعل دمائه تكاد تفور من الغيظ صاح مرة أخري پغضب جم
نهار أبوكي أسو...
إياك تجيب سيرة أبويا الله يرحمه علي لسانك
إيه اللي بيحصل يا رجب
كان سؤال رشا التي تنزل علي الدرج وتحمل كيسا أسود كبير سبقته غرام قبل أن يخبر شقيقته بالافتراء
مفيش يا مدام المعلم رجب كان بيوصيني علي البضاعة
عاد إلي الكرسي و النرجيلة خاصته بينما كانت رشا اللاصق بالسکين
سيبك من أخويا و ركزي في الحاجة اللي هديهالك
أخرجت عدة قطع من الثياب كل قطعة مغلفة بغطاء بلاستيكي شفاف
10 قطع أهم و لو خلصوا و محتاجة تاني كلميني و أبعتلك رجب بالحاجة
قامت غرام بفتح حقيبة الظهر وأخذت
تضع القطع
حاضر يا مدام
وبعد أن أخذت البضاعة غادرت المتجر متجهة إلي محطة المترو حيث مكان البيع المناسب لها فهي
 

انت في الصفحة 3 من 68 صفحات