رغما عني لكاتبتها ميرفت
ذلك حتى خارت قواه وتصبب العرق من بدنه والاثنان ينظران الى بعضهما..
ثم دمعت عيناه وقال
سلوى... سامحيني فما عدت احتمل..
فابتسمت هي له وقد طفحت عيناها دموعا ثم قالت
لا بأس عليك يا احمد... وددت لو تعرفت إليك أكثر..
ثم افلت الحبل من بين يدي الفتى ممزقا راحتيه.. فكادت الفتاة أن تهوي وتتحطم لولا أن ظهر الغول فجأة من خلف احمد وأمسك بالحبل... ثم وبجرة واحدة رفع بدور الى بر الأمان..
أغلق الاثنان عينيهما وهما ممسكان ببعضهما يتنهدان ويجلسان على الارض..
بينما يقف الغول فوقهما وهو ينظر اليهما ولا يحرك ساكنا..
وأخيرا..
استدار الغول وابتعد عنهما..
وبعد أن حمد الله على نجاتها ابتعد عنها احمد وقال
آسف يا سلوى.. فقد وعدتك أن لا ألمسك ثانية.. وها أنا أخلف بوعدي..
لا تكن أحمقا يا فتى.. فهذا لا يحتسب..
ثم نظرت الى يديه وقالت
يا إلهي يداك.. ما أسوء حالهما..
عندها.. قامت بلف يديه بالخرق فشكرها على ذلك..
ثم نظرت هي جهة الغول وقالت
لقد أنقذني الغول.. ربما أشفق على حالنا وسيطلق سراحنا..
قال هو
وربما لم يشأ أن تضيع إحدى وجبات طعامه هدرا في الهاوية..
أحمد.. أعتقد أنني بإمكاني مخاطبته وإقناعه بفكرة العدول عن قتلنا..
صاح احمد
أجننتي ماذا تقولين تريدين أن تحاوري وحشا بالمنطق!!!
قالت
قال
على الأقل لا تخاطبيه حتى ينهي تناول النعجة الثالثة.. لأنه سيكون حينها شبعانا وسيحجم عن أكلك..
وفي اليوم التالي وبعد أن أنهى الغول طعامه اقتربت بدور منه بوجل وتوسلت إليه أن يطلق سراحهما.. ووعدته أن تجلب له قطيعا كبيرا من الماشية إن هو فعل ذلك..
لقد فات الآوان ولا يمكن أن نغير شيئا بعد الآن...
ثم أضاف بصوت خفيض
غدا لابد أن ېموت أحدكما..
ذهلت بدور فصاحت
ماذا ماذا قلت أعد علي ما قلته ارجوك
لكن الغول تركها وانصرف تاركا إياها في حيرة شديدة..
.في تلك الليلة..أحضر إليها أحمد بعض الطعام الذي جمعه من هنا وهناك.. فتناولا عشائهما معا..
لا تبتعد عني كثيرا.. أجلس قريبا مني الليلة.. فوجودك معي يشعرني بالأمان..
فجلس هو في مكانه وقال
إذا كان هذا قرارك فسأحترمه وأنفذه بسرور..
فابتسمت هي وقالت
نعم.. هو قراري..
ثم أضافت
احمد.. أرجوك اعزف لي بمزمارك حتى أنام..
لقد... لقد ضاع مني المزمار.. أعتذر إليك بشدة..
قالت هي بحسرة
يا للخسارة.. فلقد كانت أنغامه الساحرة تنقلني الى عالم آخر..
قالت
لكن ماذا لو قرر الغول قتلنا في الغد..
فكما ترى لم يعد لدينا نعجات لنطعمه إياها..
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
المزمار_السحري
الجزء الخامس
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
فاقترب منها احمد وقال
لا تخافي يا عزيزتي سلوى.. فلقد أبصرت اليوم قبل الغروب أعدادا كثيرة من الجنود وهم يقتربون من الجبل.. لابد أنهم قادمون في إثرنا.. وسيصلون للقمة غدا لنجدتنا..
قالت
إن خۏفي عليك لهو أكبر من خۏفي على نفسي يا احمد ثم مدت يدها فوضعتها فوق كفه.. فظل هو ممسكا بكفها الى وقت متأخر حتى رقدت..
فلما استيقظت عند الصباح.. نظرت إليه فلم تجده.. فأخذت تبحث عنه وتنادي عليه..
وبينما هي كذلك.. وإذا بها تعثر على مزمار احمد بين الحشائش.. فحملته وواصلت البحث..
فلما حضر الغول في الصباح.. حمل احمد عصا غليظة وهدد بها الۏحش.. فثار