الجمعة 27 ديسمبر 2024

فارسي

انت في الصفحة 4 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز


وهى توقظه وتهتف به قوم يا فارس تليفون علشانك
نظر اليها بصعوبه وهو يحاول فتح عينيه قائلا مين يا ماما
والدته بتأفف السفيره عزيزة بتاعتك
ابتسم وهو ينهض من
فراشه وأتجه مباشرة الى الهاتفألو
صباح الخير يا حبيبى
لسه فاكره
هو انا لحقت ده انا لسه سيباك امبارح
سايبانى طول اليوم وانتى عارفه انى مضايق منك وجايه تتصلى تانى يوم

خلاص بقى يا حبيبى متبقاش حمقى كده...يالا بقى البس وانزل عاوزه أشوفك
أبتسم ولكنه صبغ صوته بنبرة جدية قائلا لا مش قادر انزل
كده برضه يعنى موحشتكش
أنتى فين دلوقتى
انا فى البيت 
طيب خلاص نتقابل فى المكان بتاعنا بعد ساعه
زفرت بقوة وهى تقول يا حبيبى مش هنغير بقى المكان ده تلاقى مامتك أدتلك حلاوة النجاح
قال پحده جرى ايه يا دنيا هو انا عيل ولا ايه ايه حلاوة النجاح دى 
طب خلاص متتعصبش كده..خلاص اوكى ساعه وهكون هناك..يلا مع السلامه
سلام
أغلق فارس الهاتف وأتجه الى الحمام توضأ صلى الظهر ...بدل ملابسه وأتجه الى المطبخ وجد والدته تعد طعام الغذاء عندما رأته قالت بعبوس 
يعنى مقولتش أنك خارج النهارده..اومال انا بعمل الغدا ده لمين ان شاء الله
هنا ..بس أتغدى انتى متقعديش جعانه لحد ما أرجع
ضړبته على ظهر يده وهو يعبث بالطعام وتقول 
قولتلك مية مره متحطش ايدك فى الاكل كده أستنى أحطلك فى طبق
تناول كوب مياه ليشربه ثم قال لالا لما اجى بقى ..مش عاوزه حاجه اجيبهالك معايا
والدته لا مش  التى كانت تقف بجوارها فى الشرفه يابنت عيب كده هو خلفك ونسيكى
أخذت مهره دميتها ولم تجيبها ودخلت لتكمل لعبتها ببراءة تارة وتضايق أخيها يحيى تارة أخرى
خرج عامر من ورشته عندما سمع صوت فارس وأتجه إليه فى خطوات واسعه مهنئا
مبروك يا أستاذ فارس معلش ملحقتش اكلمك امبارح كان عندى زباين وأتحرجت اطلعلك فوق
أبتسم فارس متفهما وقالالله يبارك فيك يا عم عامر ويارب عقبال مريان ومينا ما يتخرجوا وتفرح بيهم
عامر مبتسماطيب مش هاعطلك بقى سعادة المستشار
ضحك فارس بعذوبه قائلايسمع من بؤك ربنا يا عم عامر ..ثم قال معتذراعن اذنك انا بقى علشان مستعجل
عامر أتفضل يابنى مع السلامه
وقبل أن يتحرك سمع جلبه من خلفه وهتاف يعرفه جيدا
يا استاذ فارس أستنى
ألتفت وهو يرفع حاجبيه بمرح للحاج عبد الله الذى اقبل عليه بجلبه كبيره قائلا مبروك يا أستاذ فارس يابنى والله والله انا فرحان زى ما يكون ابنى هو اللى أتخرج وبقى باشا قد الدنيا
ضحك فارس مداعبالسه مابقتش باشا يا حاج عبد الله أدعيلى انت بس
وضع الحاج عبد الله يده على كتفه وتكلم بهتاف كعادته داعيلك يابنى والله ربنا يكتبلك الخير ماطرح ما تروح يابنى
ربت فارس على يده بأمتنان قائلا ربنا يتقبل منك يا حاج عبد الله..ثم تنحنح قائلا طيب تؤمرنى بحاجه ..اصلى عندى مشوار كده
أفسح له الحاج عبد الله الطريق قائلا لا يا بنى أتفضل متعطلش نفسك ربنا يجعلك فى كل خطوة سلامه
أكمل فارس طريقه بصعوبه فكلما خطى خطوة أوقفه أحد جيرانه مهنئا وداعيا له بالتوفيق ...
نعم هذه هى القلوب المحبه التى تمتاز بها أحيائنا المصريه البسيطه
وقفت دنيا تنتظر ظهور فارس وهى تنظر لساعتها اليدويه فى قلق حتى ظهر اخيرا قادما من بعيد بأبتسامته المشرقه الجذابه ..وعندما رأها اسرع الخطى نحوها ووقف معتذرا 
اسف والله يا حبيبتى بس أعمل ايه الناس عندنا ماكنتش عاوزه تسيبنى كل شويه حد يوقفنى يباركلى ويدعيلى
عقدت ذراعيها پغضب قائله يعنى الناس دول اهم مني
قطب جبينه بمرح قائلا انتى عارفه ان مفيش حد اهم منك عندى ..صح ولا لاء
وأمسك يدها وأجلسها على مقعدهم المفضل أمام النيل مباشرة قائلايعنى مردتيش
ألتفتت اليه قائله عارفه يا سيدى ..ارتحت...
ثم اردفت قائله فارس انا ليا عندك طلب
أومأ براسه قائلا أؤمرينى يا حبيبتى
قالت بدلال انا عاوزه أجى أشتغل معاك فى المكتب
زفر بضيق قائلامش أحنا أتفقنا قبل كده ان انا بس اللى هشتغل..انتى عارفه يا دنيا شغل المحاماه متعب ازاى وبصراحه كده بحس انه بهدله للبنات
قالت بعناد بس انا عاوزه أشتغل..وبعدين مانا هبقى معاك يا سيدى ايه اللى هيبهدلنى
رفع حاجبيه بدهشه قائلا ياسلام يعنى لما تيجى تشتغلى والاستاذ يديكى شغل تعمليه هتقوليله طب اخد فارس معايا ولا ايه مش فاهم يعنى...انا مش حابب يا دنيا كل يوم تقعدى تتنططى ما بين الاقسام والنيابات والمحاكم والموظف ده يرزل عليكى
 

انت في الصفحة 4 من 130 صفحات