قصه جديده
من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة ..أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج .
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد ..أقعد إفطر معانا.
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى.
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس ..عشان خاطرى يامراد.
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها..ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها..ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور..يشعر بالغيرة تحرقه..أشعلته كلمات رحمة البسيطة..وإدراكه أن مراد تأثر بها..وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ..ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره..ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة ..تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير..فما بالك
بقلب يعشقها كقلب مراد..وقلبه هو قبل الجميع.
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ..ليغادر مراد تتبعه العيون..قبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادة..لتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة.
لينهض وسط دهشتها..لت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقه..فنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهة..ليبتسم من طفوليتها .....رغما عنه.
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرين..تدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلها..صدمة أخرى..ألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجها..ورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه.. ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماما..قلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيه..تشعر پألم قلبها..بدقاته المتسارعة..يمتزج به الألم بالخۏف..فكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثه..فقد قالها صريحا...لا أطفااال..
نهاد..محتاجالك.
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام ....مستنياكى.
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا ..هو ورحمة..لتبتسم رحمة بدورها و قائلة
لتنظر إلى عسليتيه المبتسمتين بدورهما وتتنهد قائلة
لأ وكمان عيون باباك..هو أنا كنت قادرة على يحيي واحد بس عشان أقدر على إتنين ياهاشم
تأوهت حين شد خصلات شعرها بين يديه لتقول پألم
سيب شعرى ياهاشم.
تعالت ضحكات الصغير لتقول رحمة متوسلة
بتضحك ..طيب سيب شعرى وأنا هجيبلك شيكولاتة.
ترك الصغير شعرها على الفور وهو يقول بسعادة
طا طا..طا طا.
إعتدلت رحمة على الفور وهي تنظر إلى ملامح الصبي المسرورة قائلة فى عتاب
بقى كدة
ياهاشم ..يعنى إنت قاصد بقى
لتبتسم رحمة رغما عنها وهي تراه يومئ برأسه مرددا
مدت يدها إلى جيب فستانها لتخرج لوح شيكولاتة صغير فتحته و منحته للصبي الذى أخذه مهللا..لتتسع إبتسامتها قائلة
حتى فى دى طلعت شبه باباك ..كان يعوز منى حاجة وأعاند معاه يقوم يلف خصلتين من شعرى على إيده ..وأول ما أقوله خلاص حرمت..كان يسيبنى ورغم إنى كنت ببقى متغاظة منه أوى بس اول ما أبص لإبتسامته أم غمازات دى ..وأبص لضحكة عينيه..كنت أنسى كل غيظى منه..ولتشرد بعيدا..تتذكر هذا الإحساس الذى أضناها إشتياقها إليه..وهي تقول
ه ..كنت بحس فيه بإنى لقيت مكانى..وطنى ..أهلى اللى إتحرمت منهم..كنت بلاقى فيه نفسى...صدق كل اللى إتقال علية..وحرمنى من حبه وحنانه..حتى لو كان اللى شافه يظهر خيانتى ..كان لازم ساعتها قلبه ينكر اللى شافته عينيه..كان لازم يقول فيه حاجة غلط..رحمة مش ممكن تخونى..كان لازم يفضل سندى..لكنه وقف معاهم ضدى ..مش قادرة أسامحه رغم إنى سامحت جدى على قسوته علية زمان وإديتله أعذار..لكن هو ..مش قادرة أسامحه