الهوا الهوي بقلم ايمي
انت في الصفحة 1 من 68 صفحات
الفصل الاول
داخل القاعة الكبيرة الخاصة بالاستقبال فى منزل احدى اكبر عائلات القرية عائلةالمغربى
يترأس الجلسة الشيخ جاد المغربى بهيبته وسنوات عمره التى تجاوزت السبعون يستند بعصاه وبجواره ولده الاكبر علوان وحفيده سعد
تقابلهم فى الناحية الاخرى افراد العائلة الاخرى المنافسة لهم من حيث المكانةوالثراء عائلة الصاوى
عقد جلال حاجبيه شديدى السواد بشدة قبل ان يشير بطرف عينيه لعمه والذى تحفز جسده يهم للرد عليه ردا حادا عڼيف ولكن تأتى اشارة جلال له بالصمت تكبل رده اللاذع قبل النطق به فزفر بحدة ووجهه شديد الحنق وهو يرى جلال يلتفت مرة اخرى ناحية الشيخ جاد المغربى موجها حديثه اليه متجاهلا تماما بتعمد علوان قائلا بصوت هادئ لكن لا يخلو من الصلابة
هذه المرة هب علوان واقفا وقد اغضبه تجاهل جلال المتعمد له قائلا بحنق
جرى ايه يابن الصاوى ماوصلك الرد ولا تحب .....
قاطعه صوت والده يهتف به بصرامة
علوان...الكلام مايبقاش كده
الټفت علوان الى والده قائلا بغيظ
اومال ازاى يا بويا مانت شايف بعنيك بتكلم ازاى
هز جاد رأسه يشير اليه بالجلوس قائلا بجدية لا تقبل المجادلة
جلس علوان مكانه پعنف زافر پغضب ووجه حانق فيسود الهدوء بعدها للحظات قبل ان يقول جاد بصوت هادئ موجها حديثه الى جلال الجالس براحة وهدوء فوق مقعده
اسمع يابنى زاى ما قال علوان ولدى احنا ما بنبعش ارضنا ولو بكنوز الدنيا حتى ولو فيها موتنا الارض عرض وانت فاهم كلامى ده كويس وعارف يعنى ايه الواحد يفرط فى ارضه
ينهض واقفا يتبعه عمه فورا قائلا بهدوء
تمام ياحاج جاد ردك وصلنى . بس كنت اتمنى انه يكون غير كده خصوصا ان الارض اللى بطلبها دى ارض الصاوى من الاساس
ابتسم الشيخ جاد المغربى قائلا بهدوء هو الاخر يشير الى جلال بالجلوس
عقد جلال حاجبيه بشدة ينظر الى جاد المغربى بتفكير فيتبدلان النظرات فيما بينهم للحظات بثبات قبل ان يجلس مرة اخرى ليكمل جاد بصوت هادئ واضح النبرات
شوف يابنى زاى ماقلت فى وقت سابق ارضنا مش للبيع ولو على رقابنا بس...
قطع كلماته فجأة ينظر ارضا للحظة ساد خلالها التوتر ارجاء المكان قبل ان يرفع رأسه مرة موجها نظراته اللى جلال بحزم يكمل بتروى حازم
بس ممكن نهاديها لبنتنا وقت ما تيجى وتتجوز وهى ساعتها حرة تعمل ما بدلها فيها ..تخليها بأسمها... تكتبها لعيالها ..ولا حتى تكتبها لجوزها ده منقدرش نتكلم فيه ولا نقول عليه لا
توتر الجو فور نطق جاد بتلك الكلمات تتجه جميع الاعين اليه پصدمة وذهول لكنه لم يحيد عينيه عن عينى جلال والذى بادله اياها بحزم حتى دوت صړخة علوان المستنكرة تهز ارجاء المكان ېصرخ بعضب وجنون
بتقول ايه يابويا بقى مرضناش نديله الارض ...فنديله بنت من بنتنا كمان فوقها
ادار جاد وجهه ناحية ناحية ابنه يجز فوق اسنانه قائلا بحدة وصوت خاڤت
اقعد مكانك ساكت ولو مش عجبك كلامى اخرج بره حالا
شحب وجه علوان بشدة يبتلع لعابه ببطء وحرج قبل ان يخفض وجهه ويعاود الجلوس فوق مقعده مرة اخرى دون ان ينطق بكلمة واحدة ليعاود جاد الالتفات الى جلال ينظر اليه فيعود بينهم حديث الاعين مرة اخرى للحظات قال بعدها جلال بهدوء وجدية
حاج جاد انا يشرفنى اطلب ايد
حفيدتك ليا
ابتسم جاد ببطء عينيه تلتمع بسرور قائلا بسعادة
وانا يشرفنى طلبك ده وموافق عليه
انت بتقول ايه يا جلال بنت المغربى مين اللى هتتجوزها طيب وانا
صړخت سلمى ابنه عمه بكلماتها تلك ثم ترتمى والدتها تبكى بمرارة وحړقة بشهقات عالية يرتفع معها صړخة والدته هاتفة بحدة
ده لايمكن يحصل ابدا على اخر الزمن بنات المغربى يسكنوا دارنا...مش دول اللى كانوا السبب فى ان ابوك يخسر ماله وتجارته وباع بسببهم الارض
قاطع جلال كل ما يقال بصوت حازم صلب قائلا
ملوش لزوم الكلام ده يا امى انتى عارفة كويس الارض اتباعت ليه وعلشان ايه ...و احنا قرينا الفاتحة خلاص وكتب الكتاب والډخلة كمان شهر
ارتفعت شهقات سلمى الباكية اكثر فور انتهاء حديثه لتلفت زهيرة والدتها ناحية
زوجها
وولدها الجالسين بوجوم وصمت منذ بدء الحديث قائلة بذهول وحدة
وانت عجبك اللى حصل والكلام ده يا صبرى وموافق عليه
جاءتها اجابته وهو يخفض وجهه قائلا بتجهم
اللى عمله جلال هو الصح والا الارض عمرها ما كانت هترجع لينا من تانى
رفعت سلمى راسها عن صدر والدتها تصرخ بغل
تولع الارض على اللى عاوزها ....
هنا رفعت الحاجة راجية جدتهم راسها بحدة صاړخة پغضب بعدما كانت جالسة تتابع الى ما يحدث بصمت وتركيز
ارض ايه اللى تولع يا بت صبرى الارض دى اللى عملت ليكى ولاهلك القيمة والهيبة اللى دايرة تتمنظرى بيها انتى وامك على خلق الله ولولا جلال قدر يرجع اللى راح عمر ماكان هيبقى ليكم قيمة ولا تمن وسط الخلق
جلال يربت فوق كفها بحنان قائلا
اهدى يا جدة هى اكيد ما تقصدش حاجة بكلامها
صړخت سلمى پغضب اعمى تدب قدميها بالارض
لا اقصد ..وبقولها تانى وتالت تولع الارض على اللى عاوزها
ثم اسرعت بالجرى ناحية الدرج تصعده بسرعة بشهقات بكائها العالية تتبعها والدتها وهى تناديها بلهفة وجزع فيسود الصمت ارجاء المكان من بعد ذهابها العاصف لتقول الحاجة راجية بعد حين بصوت خاڤت
شايف بنتك يا صبرى بتقول ليه ايه
اسرع صبرى بالانحناءبحنان قائلا بخفوت واسف
حقك عليا ياما بس معلش عيلة صغيرة واللى حصل مش هين عليها متنسيش طول عمرها وهى مكتوبة لجلال وصعب عليها تعرف قيمة الارض وغلاوتها ايه
عندك حق يا صبرى مش اى حد يعرف قيمة الارض وغلاوتها
قبل جلال باطن كفها برقة لتبتسم له بحنان شع من كل ملامحها لكن تأتى مقاطعة قدرية لتلك اللحظة حين سألت بوجوم وصوت يظهر فيه رفضها لما يحدث
وياترى قريت فاتحة مين من بنات المغربى ..على حسب ما اعرف مفيش عندهم بنات للجواز غير ....
قطعت كلماتها يرتسم الذهول وصدمة فوق وجهها حين أوما لها صبرى براسه بالايجاب يجيبها بخشية وهو يرمق جلال بقلق قائلا
جلال قرى فاتحة الكبيرة يام جلال
تقصد مين...تقصد ليله اللى كانت خطيبة راغب
تقصد البايرة واللى محدش عبرها من بعد ما خطيبها سابها هتبقى مرات ابنى انا ...هتبقى مرات كبيركم
نهضت صاړخة ټضرب بكفيها فوق راسها