عينيك وطني وايامي بقلم امل نصر كامله
انت في الصفحة 1 من 131 صفحات
الفصل الأول
دلفت لداخل غرفتها بخطوات مثقلة وموجة من الڠضب تحتاجها پعنف.. من وقت ان سمعت من ابيها اسم الجار الجديد لشقتهم .. وعقلها يرفض بشدة استيعاب هذه المفاجأة الغريبة .. كلما دار بمخيلتها ان هذا البغيض اصبح جارها والباب امام الباب
وصلت الى شرفة الغرفة فوقفت تنظر للأسفل على هذه السيارة الكبيرة والمخصصة لنقل الاثاث .. فى أعلى السيارة من الخلف كان واقفا يساعد العمال او من تبرع من اهل المنطقة في حمل قطع الاثاث لنقلها فى تجهيز الشقة .. مشمرا اكمام قميصه الاسود وكاشفا عن ذراعيه القويتان على بنيان جسده العضلي ..ملامح وجهه الرجولية الجذابة على شعر راسه الفاحم السواد .. لفتت انظار معظم الفتيات والنساء فى المنطقة ممن وقفن في شرفاتهن او من تمهلت اثناء سيرها وهي تحدق بعيناها عليه كالبلهاء ..الوغد الملعۏن مازال محتفظا بجماله الخاطف للأنفاس وتلك الهالة الجاذبة لكل صنف مؤنث.. غصة مريرة ابتلعتها في حلقها حسرة على من زهقت روحها هباءا ..فتمتمت بحړقة وهي ترتد للخلف عائدة حتى سقطت بتعب على طرف تختها
.............................
توقف بسيارته على أطراف الحي الضيق تنتابه الحيرة.. فى التقدم الى الميدان الكبير حيث السكن الجديد لأخيه ووالدته.. ام التراجع كي لا يكسب عداء ابيه الغاضب على خروج زوجته من منزله وابتعادها عنه في تحدي واضح لارادة الزوج الكهل والمتزوج حديثا بفتاة بعمر أبناءه ..بحجة مرض الزوجة وعدم مقدرتها على تلبية طلباته واحتياجاته..زفر حانقا من تردده على اتخاذ قراره فى امر هام كهذا .. فهو لم يكن ابدا من محبي التصادم والاحتجاج عكس اخيه الكبير الذي نشأ على تحمل المسؤلية منذ الصغر ولديه حق الاعتراض او التمرد اذا لزم الأمر .. اما هو فكان دائما المدلل من ابيه ووالدته .
يالهوي على القمر يابت ايمان ..اموت انا .
دا بينه غريب يامنيلة على عينك .
تصلب مكانه مسترق السمع كاتما بصعوبة ابتسامته .
هو فعلا شكله غريب عن المنطقة من نظافته وحلاوته
او ممكن يكون اجنبي ياشروق
تصدقي صح يابت الحلاوة دي فعلا تدي على اجنبي
لم يستطع الصمود اكثر من ذلك فالټفت اليهم برأسه فجأة اجفلهم ..ظهر الارتباك جليا على قسمات وجههم وهن يسرعن بخطواتهم تتخطيانه .. تتهامسان بصوت خفيض .
اسرعن بخطواتهن امامه فى الجهة الأخرى من الشارع وهن يكتمن ضحكاتهن ..ظل هو ساكنا في مكانه وتابعت عيناه سيرهم حتى خروجهم من الحي .. كان يبدوا من مايرتدينه من ملابس ومابيدهم من دفاتر انهم فتيات جامعيات ..الاولى كانت نحيفة بشعرها الاسود على بشړة رقيقة وبيضاء ..لم يلتفت جيدا عليها وذلك لتعلق نظراته بالفتاة الثانية ..ذات الوجه المستدير بالملامح البريئة والتي اختلطت بشقاوة فطرية ..ظهرت بوضوح حينما استدارت برأسها اليه بابتسامة رائعة قبل ان تخرج من الحي وتختفي هي وصديقتها .
انتي كنت فين ياماما
التفتت سميرة على صوت ابنتها وهى تدلف لداخل المنزل..فعدلت عن دخول المطبخ وذهبت اليها فى الصالة الصغيرة وسط المنزل وهي تقول
ابلة فجر ..اخيرا يااختي صحيتي وخرجتي من اوضتك..مش بعادة يعني تتأخري في نومتك كده
انتظرت فجر حتى جلست والدتها على الاريكة بجوارها فقالت بتوتر
لا ما انا كنت راجعة من شغلي تعبانة وراحت عليا نومة .
نظرت اليها والدتها بتفحص تسألها
انتي فعلا شكلك متغير ..هو ايه اللي تاعبك بالظبط
ازاحت كف والدتها عن وجهها برفق قائلة
ياماما دول كانوا شوية صداع وراحوا لحالهم..المهم انا خرجت من اوضتي مالقتش غير ابراهيم بس هنا فى البيت قبل مايخرج هو كمان ويروح السنتر ..هو انتوا رحتوا فين
يعني هانروح فين يعني اختك لسه مارجعتش من جامعتها وانا طلعت بصنية أكل للجيران الجداد ارحب بيهم ....
قاطعت والدتها قائلة بحدة
نعم!! وانتي توديلهم أكل ليه ان شاء الله هما كانوا قرايبنا ولا لينا بيهم سابق معرفة.
صاحت عليها سميرة بحنق
في ايه يابت مالك هو انتي هاتبصي على اللقمة كمان دا الراجل وامه العيانة ملخومين فى ترتيب العفش.. نسيبهم جعانين احنا بقى عشان مش قريبنا ولا نعرفهم .
اخفضت نبرة صوتها تحاول تخفيف حدتها فى القول
ياماما انا مابصيتش فى لقمة ولا حاجة ..انا بس مش عايزة يبقالنا علاقة كده من اولها مع ناس غريبة عننا ومنعرفهاش .
غريبة دا ايه بس يافجر دول ناس ولاد اصول يابنتى وولاد عز كمان.. والست الكبيرة تتحط على الچرح يطيب بس المړض بقى هدها والراجل جوزها ماتحملش تعبها قام متجوز عليها عيلة من دور عياله من غير مايراعي شعورها ولا احساسها ..لكن ابنها بقى ربنا يحرسه لشبابه مخلصوش قهرة والدته .. خرج بوالدته يعزل بيها وترك لوالده الجمل بما حمل .
سألت فجر مندهشة
وانتي لحقتي تعرفي دا كله امتى ياماما
من والدته نفسها..ماانا قعدت معاها والكلام جاب بعضه دا حتى